18 أكتوبر 2025
تسجيلظهر في عصور ما قبل التاريخ عدة ممالك، ومنها مملكة مقدونيا في اليونان القديمة، لعل الكثير يعرفونها من خلال أهم ملوكها «الإسكندر المقدوني» الذي عاش في القرن الرابع قبل الميلاد وجعل مملكة مقدونيا أقوى دولة في العالم في ذلك العصر. لا تزال اليونان تفتخر بماضيها حتى اليوم، وهناك إقليم في اليونان يسمى مقدونيا في نفس المنطقة التي قامت بها المملكة القديمة، ولكن حدود المملكة القديمة كانت تصل شمالاً إلى يوغسلافيا السابقة وعندما سقطت وتفككت يوغسلافيا في ١٩٩١ واستقل كل اقليم على حدة، ظهرت دولة جديدة أسمت نفسها «مقدونيا» والتي تقع ضمن الحدود القديمة لمملكة مقدونيا، ولكن اليونان اعترضت على الاسم ودخلت الدولتان في أزمة سياسية، كانت نتيجتها حرمان جمهورية مقدونيا من الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي بسبب اعتراض اليونان. ثم قامت مقدونيا بوضع تمثال للإسكندر المقدوني في وسط العاصمة، مما زاد من حدة الخلاف. واستمر الوضع بين شد وجذب حتى ٢٠١٨، عندما اتفق قادة الدولتان على إنهاء الخلاف وتغيير اسم مقدونيا ليصبح «مقدونيا الشمالية»، وهو الأمر الذي سيفتح المجال للانضمام للاتحاد الأوروبي، وسيفتح أبواب الاستثمارات الأوروبية وسينعش اقتصاد البلاد ويخرجه من عزلته، وسيفتح الحدود لحرية حركة الناس والبضائع. ولكن الغريب أن هناك فئات من المجتمع رفضت الحل واعتبرته استسلاماً وتنازلاً من الطرفين فقامت مظاهرات في اليونان تندد بالاتفاقية، وكذلك الحال في مقدونيا! تذكر كقائد أنه مهما كان الحل الذي تقدمت به مبدعاً وعملياً ويرضي الأطراف المتنازعة ويحل جميع الإشكالات، فسيخرج لك أشخاص يهاجمونك ويقللون من حلولك، والأغرب، أنهم لن يقدموا حلاً أفضل، وكما يقول ستيف جوبس مؤسس شركة آبل: إذا أردت إسعاد الجميع، فلا تكون قائداً، بل كن بائع آيس كريم. Twitter: khalid606