11 سبتمبر 2025
تسجيللم أكن أتصور أن يخرج منتخبنا القطري من الأدوار الأولى لبطولة أمم آسيا المقامة حاليا في أستراليا، لأن كل التوقعات والترشيحات تصب لصالحه لبلوغ الدور الثاني، قياسا على مستوياته الفنية التي قدمها في "خليجي 22" في السعودية ونال لقبها عن جدارة واستحقاق، وقد كنت من أشد المتفائلين بأن يقدم هذا المنتخب الشاب عروضا قوية في هذه البطولة ويتأهل للدور الثاني، ولكن حدث ما لم يكن في الحسبان، رغم استعداداته ومستواه في المباريات التجريبية. لقد دخل منتخبنا في هذه البطولة متحفزا ولدى لاعبيه الرغبة في تحقيق إنجاز كبير، ولكن مباراتهم مع منتخب الإمارات وخسارتهم الثقيلة غير المتوقعة كانت هي القشة التي قصمت ظهرهم، بسبب (التخبطات) الفنية من قبل مدربهم جمال بلماضي الذي لم يكن موفقا في قراءة منتخب الإمارات، ولم يضع تلك الخطة التي نادينا بها عبر هذه الزاوية الهادفة، وهي شل خطورة أفضل اللاعبين بالإمارات عموري والهداف علي مبخوت، بل ترك الحبل على الغارب وتمكن منتخب الإمارات من السيطرة على مجريات اللعب وصال وجال ودك مرمى منتخبنا بأربعة أهداف، وهذه خسارة ثقيلة لم تحدث من قبل، بل كادت (الغلة) أن تزيد، لكن الحارس برهان أنقذ مرمانا من خسارة كانت ستصبح مذلة لنا، أخطاء فنية كثيرة وقع فيها المدرب وإخراجه أفضل لاعب وسط ورمانة الميزان كريم بوضيف أوجد عدم توازن وكذلك خروج خلفان المؤثر أراح وسهّل مهمة فريق الإمارات.كان الأمل والتفاؤل يحدونا في مباراة منتخب إيران وقلنا إنها كبوة جواد، ولكن استمرت تلك الأخطاء ووضع اللاعب المؤثر خلفان على دكة الاحتياط، وزج المدرب بمهاجم لا توجد لديه الخبرة وأحدث مشاكل واحتكاك مع الفريق المنافس، وهو مونتاري الذي يحتاج لفترة طويلة لكي ينسجم مع المجموعة ويحتاج لتهيئة نفسية قبل اللعب، بسبب كثرة نرفزته وفلتان أعصابه، كنا نتوقع تقديم عطاء فني قوي وأداء رجولي وعرض مقنع، ولكن لم نجد الأدوات ولم يغير المدرب بعض اللاعبين، كنا نتوقع مشاركة لاعب مؤثر مثل علي أسدي في الشوط الثاني، ولكن خابت توقعاتنا وخسرنا بهدف وخرجنا بسبب خطة المدرب وتخبطاته في التغييرات والأخطاء الفردية وعدم التهيئة النفسية بعد خسارتنا من الإمارات وخرجنا بخفي حنين ومن المولد بلا حمص!تجربة قاسية وأخطاء كثيرة خرجنا بها من البطولة، ويجب التعلم منها والاستفادة، فنصحح أخطاءنا؛ لأن لدينا مستحقات أخرى يجب التحضير لها ، كما أن علينا الاختيارات المناسبة قبل البطولة بوقت كاف لا أثناء البطولة. وأقترح مزج منتخب الرجال ذوي الخبرة مع الشباب المتحمس وتكوين منتخب قطري قوي قادر على المنافسة، وعلى المدرب بلماضي مراجعة حساباته وتلافي أخطائه وعلاجها، فهو مدرب قدير رغم خبرته القليلة، ولكن لديه طموح كبير ويحتاج لإعطائه فرصة لتكوين منتخب قطري قادر على تحقيق حلم الشارع القطري، وعلينا نسيان الماضي والاستفادة من دروسه والاستعداد للمستقبل بكل أمل وتفاؤل.