12 سبتمبر 2025

تسجيل

"بالدوحة لمتنا" تشكل المشهد السوداني

16 يناير 2012

مهرجان الطفل السوداني الذي نظمه فريق "لمتنا بالدوحة" مساء الجمعة الماضي بالقرية التراثية بشارع الكورنيش حقق نجاحاً كبيراً ومثل اختراقاً حقيقياً لحالة الركود ولحالة الاكتئاب والاحباط التي كادت تلف جسم الجالية السودانية المقيمة بقطر، ويكفي ذلك الحضور المميز للاسر السودانية والمواطنين وجمع غفير من الجاليات المقيمة، التي تفاعلت مع فقراته، حيث مثلت لها لونية جديدة ومتفردة، لأن غالبية الفقرات كانت من قلب وعبق التراث والفلكلور والإرث السوداني من بلد يمتاز بالتنوع الثقافي والإثني والجغرافي.. و"لمتنا" مجموعة من الشباب والشابات عقدوا العزم على الامساك بمفصل الثقافة والمعرفة، وتواثقوا على نفض الغبار عن التراث السوداني الغني بمفرداته وادواته ومكوناته، وعن العادات والتقاليد لتجليتها وبتر السالب منها، ولتوطين كل ما هو إيجابي في عظم جيل الغد والنشء؛ صغارنا الذين ولدوا وترعرعوا بعيدا عن ارض الوطن، وهم أيضا مهمومون بنقل هذا الارث الجميل الذي يمثل إرث أمة عريقة الى الشعوب من حولهم، للتمازج وللتواصل وللترابط مع الآخر. ما يميز فريق "لمتنا" عن كثير من التجمعات والمكونات التي قامت، أنهم خالفوا المعتاد وخرجوا من جلباب الآخرين التقليدي و"اللت والعجن" وشق الصفوف، و"خالف تذكر"، ليكونوا ماعوناً، وحَوشاً كبيراً يسع الجميع بالنقاء والصفاء وبكل ارادتهم وافكارهم النيرة وفلسفتهم الواضحة.. "لمتنا" للتواصل للتسامح وللعمل الجاد بعيداً عن أي انزلاقات لا تخدم الوطن أو المواطن وفريق "لمتنا" كما هو واضح من مسماه يترجم فلسفتهم في أسمى معانيها. ما يميز فريق "لمتنا" أنه شمر عن ساعد الجد والعمل رغم عمره القصير، وترجم ذلك على ارض الواقع في اهم فعالية ينظمها وهي مهرجان الطفل، الذي اشتمل على عمل استعراضي بأزياء مختارة بعناية ومسرح هادف يحمل رسالة، واناشيد وطنية بطعم تراب الأرض ومعارض مصاحبة للتراث والفلكلور اشتملت على كثير من المعروضات العينية المرتبطة بمناسبات دينية او قومية، او لها علاقة بالافراح كالزواج والحصاد والأكلات الشعبية من عدة اقاليم، بجانب مسابقة الرسم والتلوين والألعاب الشعبية وهج الطفولة. إن التشابك والتعاون مع مدرستَي الجالية السودانية البنين والبنات في فقرات المهرجان وإدماج فريق "لمتنا" مع رفقائهم من المدارس القطرية المستقلة والخاصة، كان النجاح بعينه.. كما ان استدعاء المسرح ليكون قاعدة الانطلاق الاساسية لهذه الفعالية كان موفقاً جداً.. فقد عرف المسرح بأنه ابو الفنون وهو المحرك والموجه.. وقد كانت المسرحية او الاسكتشات المرافقة المنفذة باحترافية وثقة لدليل على قدرات هذا الجيل وما لديه من مخزون عميق يواكب الاحداث والتطورات، ويلامس الواقع المعيش، حيث عالجت فصول المسرحية قضية تضارب القرارات الادارية التي يمكن ان تخلخل موازين النماء والتنمية، وكيف يمكن ان تكون مسألة جرح الكرامة الانسانية وأنفة المعلم ان تضر بمستقبل الاجيال. إن الكثيرين من أبناء وبنات الجالية السودانية حملوا همَّ العمل العام وجربوا رهقه، نجحوا في الكثير وفشلوا ايضا، وبمثل مساحات النجاح بسبب الانغماس في متون السياسة ودروبها الشائكة، ولكن فريق "لمتنا" استطاعوا ان يشابكوا أيديهم بتجرد من المصالح الآنية وقوة ونكران للذات.. إنهم تواصوا وتراصّوا وعملوا.. وبرزوا من خلال هذا العمل الاول.. وقالوا: إن شباب اليوم يمتلك كل مقومات النجاح. طموحاتنا في فريق "الدوحة لمتنا" لن يقف عند حدود هذا المهرجان بل نعتبره الركيزة الأولى للانطلاق للأمام كماعون لكل ألوان الطيف السوداني، ما دامت ذخيرتنا هذا الشباب المتحمس والمستصحب لقيمه السمحة ولقدراته العلمية الرفيعة وخبراته العملية التراكمية التي اكتسبها في كثير من مناحي الحياة. وهي دعوة للجميع للالتفاف حول جسم "لمتنا" ماعون واسع، وقدح ضيفان، وعلى الخير والمحبة نلتقي. همسة: بدأنا العمل.. فهل تمدوا أيديكم معنا؟؟ "لمتنا" تسع الجميع. [email protected]