31 أكتوبر 2025

تسجيل

الحياة طفل

16 يناير 2011

ما أجمل الأطفال، والجلوس معهم، والاستمتاع برؤيتهم وهم يتعلمون الحركات ويحاولون تقليد من حولهم، فالحياة لا تحلو إلا بضحكة طفل، وضمة رضيع صغير إلى صدر الأم، وانتظار نتيجة وجود طفل من عدمه. فالحياة تبدأ بصرخة طفل، وانتظار له سواء كان ذكراً أو أنثى، الكل يجهز ويحضر كل احتياجات هذا الطفل بأفضل الامكانيات، وتنطلق البشرى تعم كل المعارف والأصدقاء والأهل بولادة هذا الطفل. والأم بعد ذلك تجهز ابنتها أو ابنها للزواج من أجل وجود هذا الطفل، وتدفع الأموال وتقام الأفراح ويتناسب الناس من أجل ذرية من الأطفال يسعدون من حولهم. والشخص يشتري المنزل ويجهزه من أجل أطفاله الذين سوف يرثون هذا المنزل. كل حركة في الطفل تعطي الكثير من المعاني وتحرك العديد من نبضات القلب، بل وتعطي الحب والأمل والتفاؤل مهما كان الشخص في شعور اليأس والكآبة والألم. وكم منا تمنى أن يعود طفلاً كما كان في الماضي يلعب ويمرح ويتلقى الهدايا والحلوى ولا يشغل باله بشيء، ولا تدور في عقله أي مسألة أو تحيره قضية. وكم منى أحدهم نفسه بعودته طفلاً ليراوح بين اللعب والضحك والنوم والتنقل بين الأحياء والفرجان، دون أن يخشى شيئاً، وكم عادت بنا الذكريات الجميلة في مرابع الطفولة التي مازالت تطل منها الأطلال، ونتلهف على زيارتها والتعريف بها لأقرب المقربين والأصدقاء. وتظل في نفوس الناس روح الطفولة من المرح وحب اللعب والجري والضحكة البريئة من القلب الخالي من أي هموم أو آلام. بل أحياناً نَحِن إلى أن نكون مع أطفالنا نلعب ونلهو في المدن الترفيهية، ونسبح ونتقاذف بالمياه ونجري خلف بعضنا البعض كما كنا أطفالاً، ونتوق إلى لقاء زملائنا في الطفولة وكم تكون سعادتنا كبيرة ونحن نلتقي بأحدهم ونسترجع معه الذكريات الجميلة التي تشرق بها حياتنا. وكم كنا نتسابق إلى المدارس والروض لنستقبل أطفالنا ونحن نرى أنفسنا فيهم وتظل فينا روح الحنين إلى الطفولة مهما طال بنا العمر. وفي النهاية نرى أنفسنا أطفالاً عندما نصل إلى السن التي تجعلنا نشتاق لكل ما هو طفل، وتصرفاتنا تعود للطفولة من التشبث بالشيء، وحب التملك وقلة الاحتمال والبكاء لأقل سبب، وهكذا هي الحياة تبدأ بطفل وتنتهي بطفل، ولكن نأمل أن تكون هذه الحياة عامرة بالعقل والإدراك، فالطفل مهما كانت سنه فهو يدرك ويعي إذا ما وجد من ينمي لديه هذا الإدراك والعقل، فما أجمل حياة الأطفال.