13 سبتمبر 2025

تسجيل

عصر السيارات بدون سائقين!

15 ديسمبر 2018

نشر موقع رويترز بتاريخ 2 أكتوبر 2018 خبراً تكنولوجياً مهماً مفاده أن وزير النقل البريطاني كريس جرايلينج صرح بأن بريطانيا ستشهد تسيير سيارات كهربائية بدون سائقين في شوارعها خلال ثلاث أو أربع سنوات لكن ستكون هناك فرصة أخيرة لقيادة السيارات التي تعمل بوقود الديزل والبنزين لعدة سنوات قادمة باعتبار أن السيارات الأحدث التي تعمل الآن بالديزل أو البنزين أقل تلويثاً للبيئة مما كانت عليه في الماضي، وقال جرايلينج ”نقترب الآن بخطى سريعة من عصر السيارات بدون سائقين“ وأكد التزام بريطانيا بإنهاء بيع السيارات الجديدة التي تعمل بوقود الديزل والبنزين بحلول عام 2040. من المعلوم أن أول سيارة ذاتية القيادة قد صنعت في عام 1984 في الولايات المتحدة الأمريكية، وفي عام2012 أصدرت ولاية نيفادا الأمريكية أول رخصة لسيارة ذاتية القيادة، وفي عام 2015 سمحت ست ولايات أمريكية أخرى باختبار السيارات ذاتية القيادة في الطرقات العامة، وفي عام 2015 تم اختبار سيارات ذاتية القيادة في الشوارع العامة في عدة دول أوروبية مثل المملكة المتحدة، فرنسا، ألمانيا، هولندا وأسبانيا. هناك عدة أسئلة مهمة وهي: ما هي التداعيات العملية التي ستترتب على استبدال السائق البشري بسائق إلكتروني خفي لا يرى بالعين المجردة؟! وكيف يمكن تطبيق قوانين المرور الجنائية عند وقوع حادث مروري بسبب عطل طارئ في العقل الالكتروني الذي يقود سيارة كهربائية ذاتية القيادة لا توجد فيها عجلة قيادة ولا دواسة بنزين ولا فرامل ولا يجلس على مقعدها الأمامي أي سائق بشري؟! من المؤكد أن انقراض استخدام السيارات التي تعمل بوقود الديزل والبنزين واختفاءها من شوارع العالم في المستقبل واستبدالها بسيارات كهربائية بدون سائقين بشريين سيؤدي إلى اختفاء وظائف سائقي سيارات الأجرة واختفاء محطات البترول ومدارس قيادة السيارات فالسيارة ذاتية القيادة لا تحتاج لسائق بشري ولا لبترول، بل يتم شحنها بقابس كهربائي، والسائق الالكتروني الخفي لا يحتاج لتدريب على القيادة ولا يحتاج لرخصة قيادة وكل الذي يلزمه هو سيارة مشحونة كهربائياً ومرخصة من الجهة المختصة، جهاز جي بي اس، مشوار خاص، طريق عام وانطلاق سريع وهادئ غير مصحوب بأي ثرثرات أو مشاحنات! كذلك سيتوقف الناس في المستقبل عن شراء السيارات طالما أنهم لن يقودها بأنفسهم ومن ثم ستنقرض ظاهرة اقتناء السيارات الخاصة وتسود ظاهرة استئجار السيارات الكهربائية ذاتية القيادة! لعل أكبر إيجابيات السيارة الكهربائية ذاتية القيادة أنها ستؤدي إلى تخفيض التلوث البيئي كما ستؤدي إلى انخفاض كبير في عدد الحوادث المرورية بنسبة تفوق 90%، فعلى سبيل المثال واستناداً إلى تقارير الحوادث التي أصدرتها شركة غوغل المصنعة لسيارة غوغل ذاتية القيادة فإن سيارات الاختبار ذاتية القيادة الخاصة بها تعرضت لأربعة عشر حادث تصادم نتج ثلاثة عشر حادثاً منها بسبب السائقين البشريين الذين يقودون سيارات أخرى، علماً بأن أول حادث تسببت فيه سيارة ذاتية القيادة وقع في عام 2016، من المؤكد أن قوانين المرور الجنائية سوف لن تطبق على السيارات ذاتية القيادة لخلوها من السائق البشري، ولذلك فإن الخيار القانوني الوحيد المتاح سيكون إخضاع الحوادث القليلة التي قد تسببها السيارات ذاتية القيادة لاختصاص القوانين المدنية التي تكتفي بالزام الشركة صاحبة السيارة ذاتية القيادة بدفع تعويض مالي للمجنى عليه لأنه من المستحيل عملياً توجيه تهم جنائية كالقيادة تحت تأثير السكر أو الدعس العمدي لسائق إلكتروني لا يرى بالعين المجردة ولا يمكن إلقاء القبض عليه ولا يمكن معاقبته بالسجن أو بأي عقوبة جنائية أخرى!