27 أكتوبر 2025
تسجيلجميل أن يتشح الوطن بلباس الفرح وأن تراه من علوّ مضيئا والعلم يرفرف في كل منارة من مناراته . وجميلة هي تلك الفعاليات المبهرة والأنشطة الاحتفالية والتعليمية التي حفل بها اليوم الوطني من تدريب على فن العرضة بالسيوف والمراداة وما سواها من مهارات وهوايات وعادات ترعرع عليها الآباء والأجداد من مكرمات المجالس والكرم والحفاوة والنخوة والشهامة والمروءة والنجدة تلك التي تعد قيما نبيلة من قيم الوطن. إن تخصيص اليوم الوطني بلجنة لتنظيم الفعاليات المتعددة أمر جيد أعطاه التفرغ والتخصص لتحقيق الزخم المطلوب وقد أثبتت نجاحها ومهارتها في إدارة وتنفيذ مهام اليوم الوطني على الوجه المواكب لدولة قطر ورؤيتها المستقبلية الموائمة بين الهوية والقيم والحداثة تلك الرؤية التي شكّلت لدولتنا الفتية خاصيّتها المتفردة وشخصيتها المستقلة التي جعلتها مركزا للسياحة أيضا خلال هذا الاحتفال.ولعل اختيار شعار لغوي "لوغو" سنويا من كلمات المؤسس مما حملته أشعاره من قيم نبيلة لهو أمر مهم، خصوصا أن تلك الشعارات تعبر عمّا عرف به المؤسس وعمّا قاد به الدولة، وما اعتاده أهلها وما حفلت به دولة قطر من قيم الشهامة والنجدة والكرم والمروءة منذ سالف عهدها خصوصا في ظل تعاظم تبدّل المصالح والولاءات وتجدُّد الصراعات والفوضى في الجزيرة العربيّة ومنطقة الخليج آنذاك والتي اقتضت من مؤسس الدولة الشيخ جاسم بن محمد بن ثاني آل ثاني إدارة الدولة باقتدار مفرّقا بين ما يستدعي المفاوضات وما يتطلب الفزعة والنصرة والذي عبر عنه في أشعاره التي تم اختيار شعار احتفال هذا العام بمعناها "هدّاتنا يفرح بها كل مغبون" ليكون دليلا قاطعا على نهج الدولة ليس في كونها كعبة للمضيوم فحسب بل في كونها تهبّ أيضا لنداء النخوة لنصرة المظلوم.وإذا كانت كتب التاريخ تشبه تلك الصعوبات التي واجهت المؤسس بالعواصف الشديدة فإننا نشبه ما تواجهه حكومة الأمير الشاب سمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني اليوم على مستوى دولي بالأعاصير من متغيرات عالمية وإقليمية من صراعات وفوضى تعصف بوطننا العربي والإسلامي لتأكل الأخضر واليابس وتفرض النصرة والموقف السياسي والدبلوماسي الذي لم تتوان عنه دولة قطر.وكأنّ التاريخ يكرّر نفسه بقوة أعمق ليختبر.... فتلعب الهبة الربّانية فوق الموروث في الوقفة الاقتدارية للقيادة بشكل أكبر وأشد وفي ظروف أحلك وأصعب امتدادا من تاريخ الزعيم القائد الوالد حمد بن خليفة آل ثاني، وصولا إلى شبلنا القائد الشاب الذي تمرّ المنطقة العربية والاسلامية في عهده قاطبة أحلك فترات الظلم والعدوان والتي تعامل مع نصرتها بحكمة واقتدار ورثت الحكمة فيما يقتضي التفاوض والمعاهدات وما يتطلب الحزم والهدّات بعد استيفاء كافة المفاوضات تجنبا للمواجهات العسكرية. وتمثل الدور في رفع المظالم وليس أكثر من مظلمة الشعوب العربية والإسلامية في هذه الفترة والتي انتهجت فيها دولة قطر دور النصير لتحقيق العدل والإنصاف وقهر الظّلم ورفع المظالم . معان وقيم نبيلة سيطول الشرح لو سردناها."هـــدّاتــــنــا يفرح بها كل مغْبـــون"مع شكرنا لجهود اللجنة المباركة، يبقى لنا فقط أن نقترح عليها أمرين:أولهما: تضمين "الشدّة" التضعيف في كتابة الكلمة "هدّاتنا" في موقعها على حرف الدال حتى لا يلتبس في قراءتها، فيشترط وضع الشدّة في مكانها سواء في المخطوط أو المطبوع لأن التضعيف يعبّر عن حرف مدمج في غيره، فعدم تضمنيها يعد إلغاء لهذا الحرف مما يضلّل فهما وهذه حقيقة لغوية تغيب في أحيان كثيرة عن معظم التطبيقات اللغوية العربية أو قد تنسى. المحافظة عليها هنا إنما هو جزء من المحافظة على هويتنا اللغوية التي تحرص عليها قطر في رؤيتها وتطبيقاتها.الأمر الآخر: نظرا لأهمية هذا اليوم واحتفال دولة قطر به على مستوى محلي ودولي عن طريق بعثاتها الدبلوماسية وعن طريق مشاركة المليونية السكانية التي تسكن قطر وتشارك القطريين فرحتهم فيها إضافة إلى البعثات الدبلوماسية والزائرين، ونظراً لأهمية موقعه الإلكتروني الذي جاء تقديما وترويجا ناجحا لليوم الوطني وللمؤسس ولتاريخ دولة قطر باللغتين على الرابط : http://www.qatar.qa/arabic/default نتمنى على اللجنة المنظمة ترجمة الشعار اللغوي المنتقى سنويا إلى اللغة الإنجليزية على الأقل بمعناه اللغوي بالطبع لا الحرفي بحيث تحمل الروح والشعور الموجود في الشعار اللغوي الأصلي ترجمة معتمدة تعلن وتعّمم مع تدشين الشعار، خصوصا أن هناك مراكز ترجمة دولية معتمدة متعدّدة اللغات لـ "اللوغو"Multilingual Logo translation servicesوذلك بهدف أن تنتشر معانينا القطرية السامية وقيمنا الوطنية بلغة الآخر خصوصا أنّها مستمدة من كلمات المؤسس الذي يصطلح أن نسميها دستور تأسيس، ونظرا لكون "اللوغو" من جهة أخرى يستخدم مع الشعار من قبل المؤسسات وسفارات دولة قطر في الخارج سنويا كخلفية للمنصات في مختلف الفعاليات المقامة للاحتفال سواء في دولة قطر أو في الخارج وفيه سيشكّل الشعار اللغوي بلغة الآخر أيضا بنفسه ترجمة أصيلة إضافية للتفرّد القطري ونقل القيم والركائز الأصيلة للدولة على مستوى محلي ودولي.وأخيرا.... لسمو الأميـــــــــــر وللوطــــــــــــن كل الولاء والتضحية والفداء والحبّ ..."الحب بُ" بباء مكرّرة مرتين أو أن تحملها الشدّة – التّضعيف- على حرف واحد (حبٌّ) والتي هي جزء لا يتجزأ مما تحمله لغتنا من هويّة أصيلة وما تحمله قلوبنا من ولاء أصيل. وكل عام وقطر وأميــــــرها وحكـــومتها وشعبــــها والمقيمــون فيها بخير...