11 سبتمبر 2025

تسجيل

حب الوطن والمواطنة

15 ديسمبر 2015

تعيش دولتنا الحبيبة قطر أجواء وطنية تعم كل أجواء البلاد منذ بداية ديسمبر استعدادا للاحتفال بالثامن عشر من ديسمبر، وتسمو معها كل مشاعر الحب والولاء للوطن والقيادة الرشيدة على كل ما تم تقديمه من نعم لا تعد ولا تحصى وتكاد تحتل المرتبة الاولى نعمة الامن والامان والاستقرار فى الاحداث السياسية التى تعيشها المنطقة العربية والدولية ولكن وفرتها قطر وربما لا يشعر الكثير منا بهذه النعمة، إلا عندما نتوجهه للسفر خارج الدولة والتى تجدد معانى الحب الحقيقى لهذه الارض ويليها الكرامة التى حققها الوطن للمواطن من خلال توفير البيئة الصحية والنفسية والتربوية والاقتصادية والتى كلها تعمل فى اطار واحد من خلال رؤية شاملة وضعتها القيادة لتحقيق اعلى مستوى للرفاهية للمواطن وامتدت لتشمل 2030 وحرمت منها شعوب مجاورة ولكن احتضنها الوطن لكل منا وتليها سلسلة الانجازات السياسية والاقتصادية والتنموية والتطوعية والرياضية والتى حقتت من خلالها صورة مشرفة للمواطن على خارطة العالم فى ظل سنوات قصيرة وحملت الكثير منا حجما كبيرا من المسؤولية المجتمعية، فى كل الزوايا التى تتطلب المعنى الحقيقى لنا كمواطنين فى طرق التعبير لهذا الحب والاحتضان وكيف نستطيع ان نكون داعمين للوطن وليس فقط نرفع الاغانى الوطنية والاعلام، ولكن المواطنة مسؤولية نفسية وتربوية وسياسية واجتماعية وثقافية وكيف يوظف كل منا طاقته الفكرية والثقافية لخدمة الوطن ابتداء من الاسرة ودورها فى خلق بيئة صحية تنتج أجيالا على قدر كبير من المسؤولية من خلال غرس القيم التربوية والثقافية فى نفوسهم بالتعاون مع المعلمين والمعلمات ورفع هيبتهم وكرامتهم فى نفوسهم من خلال المراحل التربوية التى تمر بها الأجيال ولا يستطيع كل منا ان يسير باتجاه مخالف للاخر ولكن تتطلب جهودا مشتركة ونظرة تربوية وتنموية لعقول ابنائنا للنهوض بالوطن فى ظل الاحداث والتحديات وبوادر الانفتاح التى تعيشها منطقتنا وتتطلب جيلا من الشباب لديه قدرة عالية من الوعى التعليمى والثقافى والمجتمعى لتحمل مسؤولية الوطن والتنمية المجتمعية على اياد وطنية، وحب الوطن يتطلب من زواية اخرى كيف تكون صاحب فكر وثقافة وقلم وتساهم فى رفع درجات الوعى الثقافى للمجتمع من خلال طرح القضايا بصورة تعبر عن همومه وقضاياه وتساهم فى الارتقاء الفكرى خاصة ان قياس تقدم الكثير من الامم بحجم العلماء والمثقفين والمبدعين لانهم احد اعمدة التنمية لهذه المجتمعات وحماية للشباب من خلال ارتفاع درجات الوعى للوقوع فى خبايا الافكار المتطرفة بسبب قلة الوعى الدينى والثقافى، ومن جانب آخر من حقوق المواطنة للوطن الحفاظ على المال العام ومحاربة الفساد المالى والادارى والحد من ثقافة الاستهلاك وان نكون منتجين بصورة أكبر من الاسراف المادى فى حياتنا الاسرية والمجتمعية، وكيف بامكاننا الاستفادة القصوى من الموارد الاقتصادية وتسخيرها فى مشاريع اخرى فكرية وتنموية تعود بالنفع العام على المجتمع خلال سنوات قادمة، وبحاجة ماسة الى التركيز على المبدعين فى كل مجالاتهم وتوفير البيئة العلمية المناسبة لديهم لانهم الثروة الحقيقية للمجتمع، ومن زواية اخرى بحاجة ماسة الى تقوية الروابط الاجتماعية والانسانية بين كافة شرائح المجتمع لانهم يمثلون القوة الداخلية لحماية المجتمع من الخارج وان يكون طموح كل منا النهوض بالوطن من اجل الوطن بعيدا كل البعد عن المذاهب والقبلية وغيرها من المسميات التى ظهرت فى الاونة الاخيرة وكانت سبب انهيار كثير من المجتمعات، ولذا نحن بحاجة كبيرة وماسة الى الحب الحقيقى لمفاهيم الوطن ومعنى المواطنة الفعلية لكل منا وليس فقط شعارات تردد وإعلام توزع وأغان وطنية تبث فى اوقات قطر تستحق من الجميع ان يقدم افضل ما يملك من علم وثقافة وخبرة وجهود تطوعية يدا بيد من اجل النهوض بها ومع قيادة سامية سخرت الكثير من اجل كرامة المواطن فى المعيشة والحياة ونحن قادرون على دعمها بالاقوال والافعال وان نكون سندا لها.