27 أكتوبر 2025

تسجيل

حكاية عن أثر الكلم الطيب

15 ديسمبر 2015

قال نبينا الكريم عليه أفضل الصلاة والسلام //الكلمة الطيبة صدقة// وبكلماتك قد تبني أو تهدم .. فاختر كلماتك برفق، وقد عبرت السنة النبوية عن أهمية الكلم الطيب بوضوح، حيث يقول سيدنا محمد عليه صلوات الله وسلامه //إن العبد ليتكلم بالكلمة من رضوان الله، لا يلقي لها بالًا، يرفعه الله بها درجات، وإن العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله، لا يلقي لها بالًا، يهوي بها في جهنم//، لذا فإنَّ للكلمة أهميتَها في دين الإسلام، فقد ترفع صاحبها أعلى الدرجات، وقد تهوي به في النار دركات، يقول رب العزة تبارك وتعالى //إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصالِحُ يَرْفَعُهُ//. وعلى الجانب الإنساني نجد الناس في كل العالم الحضاري يحرصون على طيب الكلمة كمنهج ينشأون عليه فيشبون على القول الجميل والكلمـة الطيبـة التي تسر السامع، وتؤلف القلب كونها تحدث أثرا طيباً في نفوس الآخرين، وتثمر عملاً صالحاً في كل وقت، وديننا الحنيف يربينا على ممارسة هذه الخصلة الإنسانية الراقية فمن آثار علمائنا الأفاضل ما جاء عنهم //قولوا للناس حسنا واحفظوا ألسنتكم وكفوها عن الفضول وقبح القول//. تحضرني وأنا أسوق هذه الخصلة الإنسانية الجليلة من الكلم الطيب ما جاء في حكاية تداولها الناس مؤخرا أنه في أحد أركان مترو الأنفاق المهجورة، كان هناك صبي هزيل الجسم، شارد الذهن، يبيع أقلام الرصاص مرَّ عليه أحد رجال الأعمال، فوضع دولارا في كيسه ثم استقل المترو في عجالة، وبعد لحظة من التفكير خرج من المترو مرة أخرى، وسار نحو الصبي، وتناول بعض أقلام الرصاص، وأوضح للشاب بلهجة يغلب عليها الاعتذار أنه نسي أن يأخذ الأقلام التي أراد شراءها، وقال له: إنك رجل أعمال مثلي ولديك بضاعة تبيعها وأسعارها مناسبة للغاية ثم استقل القطار التالي. بعد سنوات من هذا الموقف وفي إحدى المناسبات الاجتماعية تقدم شاب أنيق نحو رجل الأعمال وقدم نفسه له قائلًا: إنك لا تذكرني على الأرجح، وأنا لا أعرف حتى إسمك، ولكني لن أنساك ما حييت. إنك أنت الرجل الذي أعاد إلي احترامي وتقديري لنفسي. لقد كنت أظن أنني (مُتسوِّل) أبيع أقلام الرصاص، إلى أن جئت أنت وأخبرتني أنني رجل أعمال. قال أحد الحكماء ذات مرة: إن كثيرًا من الناس وصلوا إلى أبعد مما ظنوا أنفسهم قادرين عليه، لأن شخصًا آخر أخبرهم أنهم قادرون على ذلك، هل اقتنعتم أن ذلك من أثر الكلم الطيب، فما أحوجنا لها وسلامتكم.