17 سبتمبر 2025
تسجيلأغلقت في ساعات متأخرة من ليل أمس، فعاليات معرض الدوحة للكتاب بعد عشرة أيام حافلة بالأنشطة والفعاليات الثقافية ما بين توقيعات للكتب وما بين جلسات بالمقهى الثفافي وندوات بالقاعة المخصص لها، وبمجاور تمس الساحة الثفافية بشكل رئيسي إلى جانب الحصول على كتب نحتاجها في حياتنا أو في مجال اهتمامنا. وكان معرض الدوحة كعادته مميزا بفضل الفكر الواعي لسعادة الدكتور حمد بن عبد العزيز الكواري ورؤية دولة قطر الثقافية متمثلة في 2030، والشق الثقافي منها في توفير ثقافة تسهم في وعي المواطن ولعل كلمة صاحب السمو الشيخ تميم الأوبي ركزت على الثقافة والهوية، بالتالي فإن زيارة سموه للمعرض تأتي من فكر سموه واهتمامه بالثقافة ودعمها، والتي أصبحت تحتل المرتبة الأولى الآن من حيث اهتمام الدولة والصرف عليها بشكل سخي، وهو ما كنا بحاجة له.. إن نجاح المعرض يأتي بفضل ما تتمتع به قطر من حرية للفكر، وعدم تواجد الرقيب كما نشاهده في المعارض الأخرى، فنحن أطلقنا الرأي، والرأي الآخر فنتقبله حتى لو كان يمسنا إﻻ أن الناشر العربي بات يعي حاجة القارئ القطري والعربي، فتواجدت إصدارات يقبل عليها القراء بعيدا عن الطبخ والسحر والأبراج وغيرها، وإن القارئ القطري أصبح مثقفا ويبحث عن الكتاب الجيد، بالتالي فإن الدور التي وعت ذلك حققت مبيعات كبيرة، أما من ﻻ يملك الإصدارات التي يرغب فيها القارئ فقد يرى عكس ذلك. وواجهت المعرض مشكلة المواقف، وهي خارجة عن إرادتنا بالوزارة، فإن مشروع الطريق السريع للوسيل ﻻ يمكن أن يتوقف واﻻنتقال العام المقبل إلى القاعة الجديدة ﻻ شك أنه سوف يتزامن مع الاحتفال 25 عاما، وهو بالطبع سيكون مغايرا عما كان عليه في السنوات الفارطة.. وتوجيهات سعادة الوزير كانت محل تطبيق، فهو دائم التفكير في التطوير للمشهد الثقافي، وﻻشك أن نجاح المعرض لم يأت من فراع بل هو نتاج عمل طويل وشاق يأتي من خلال توجيه الدعوة لدور النشر ثم متابعتها، وإرسال القوائم للكتب ثم خصم الــ 25% التي يفترض أن تمنح للقارئ، وفرز دور النشر والبحث عن الجديد من دور النشر التي لديها إنتاج أدبي، وﻻ تشارك بالمعرض، فالإخوة بدار الكتب بقيادة السيد عبدالله الأنصاري وفهد الحميدي وآخرين أصبحت لديهم خبرة طويلة في هذا المجال، وبالتالي فإن الحرص على النجاح هو ديدينهم. مرواس خاص سعدت بالعمل في المعرض معهم كمشرف للصالون الثقافي وتوقيعات الكتب والمتحدث الرسمي له، فقد كانت تجربة متفردة بأن يكون هناك احتفاء بالكاتب وعبر كتابه، فقد تم توقيع مجموعة كبيرة من الكتب والكتاب، وعقد حوارات ثقافية، فالمقهى تجربة أولى للمعرض، فشكرا لمن عمل معي فيه حمد الكواري،هدى السالم، وفاء الكبيسي وآخرين من الدار يستحقون التحية والشكر جميعهم حاسم البوعينين، عبدالكريم الحميدي، جاسم المهندي، وآخرون ﻻ تتسع الذاكرة لهم ولكنهم في القلب سعدت بكم طوال أيام المعرض واستروا على ما واجهتموه "ماوايهتوا" لن نقول وداعا معرض الكتاب إن كان في العمر بقية، فسوف نلتقي العام المقبل، وإن أخذ الله أمانته فسامحوني..