10 أكتوبر 2025
تسجيلحكايات عابرة في صندوق بريدي الإلكتروني، همسات حائرة لا تعرف كيف السبيل إلى الخلاص من محسوبيات بعض المسؤولين.. موظفون يسعون لإنجاز المشاريع التي تزيد من رفعة البلاد، ولكن يضع المسؤول الحواجز التي تحول دون تحقيقها، فقط من باب الحقد. الغيرة. الحسد. العنجهية! رصاصة إحباط في جباه المجتهدين. توقفهم عن التفكير.. عن الإنجاز.. رصاصة تُطلَق من أسلحة بعض المسؤولين (قطّاع الطرق)! ويلوموننا عندما نبوح وسط أروقة الصحافة.. وعندما يُنثر الحبر على وريقات الجريدة تتحرك الأفواه المنافقة، وتسمع صوتاً طبلاً من مكانٍ بعيد، فيتغنون بكلمات قليلة الفائدة: لماذا يُسمح لهذا الكاتب بالانتقاد؟ من الذي يسنده؟ من الذي يدعمه؟ ثم يُرفع ستار الاتهام المضحك: هذا قلمٌ مأجور!.. سخافة تليها سخافة أسخف من التي قبلها، ولكن هيهات هيهات لمن يقف في طريق الحرية.. وفي جميع الأحوال.. ما علينا!! يُحدثني أحدهم عن رئيس تنفيذي لإحدى الجهات اتخذ من "الكرسي" وسيلة للحصول على مصالحه الشخصية مفضلاً من حوله، ومجحفاً بحقوق بقية موظفيه.. فينتقي الأفراد المقربين إليه لكي يُغدق عليهم بكرم مكافآته "البونس" الذي يُصرف لهم بناءً على مزاجيته.. "البونس" يتم منحه وفقاً لأهواء الرئيس التنفيذي (المقصود من هذا المقال) على من هم حوله، وبالطبع يحتجن المبلغ الأعلى لنفسه، ويوزع البقية على المفضلين لديه، فكأنما يقتسم كعكة فيُقطعّها لأجزاء عديدة، فيفرد لنفسه القطعة الأكبر، والمقربون فقط لهم الأجزاء الأخرى! والأدهى من ذلك أن "البونس" يُركز في منحه على الخبراء الأجانب، والذين يزيد راتبهم على الــ 60000 ريال! بمعنى أنه يُمنح لهؤلاء الذين يفوق راتبهم راتب أي قطري يعمل في تلك الجهة، وسكرتيرته أجنبية يفضلها على الجميع، لا سيما أنها تتحكم به ويكون تحت السيطرة في حضرتها، هذا بالإضافة إلى منحها كل ما تريد سواء الــ "بونس" أو أية طلبات أخرى، بمعنى أنها هي الآمرة والناهية!!.. "الحمد لله على نعمة العقل"! فما أصعب أن يكون المسؤول أشبه بالألعاب الخشبية، فيتم تحريكه بخيوط خفيفة، وبالتالي يتحكم به الآخرون كيفما شاءوا، فأين شخصيته الإدارية؟ وأين سلطته؟ بل أين هي العدالة؟ يقول لي أحدهم: إن معاملة هذا الرئيس لموظفيه "حدّث فلا حرج" من أسوأ أنواع التعامل، تارةً تجده في قمة غضبه وعصبيته، وتارةً أخرى يُصبح كالحمل الوديع، وكأنما يعاني من انفصام في شخصيته، هذا بالإضافة إلى أن عمل موظفيه لا يسير إلا بــ "المزاج"! "ناقصين احنا مرضى نفسيين"! كل ما ذكرته أعلاه قد أدى إلى استقالة الكثير من الموظفين القطريين في هذه الجهة، كما قد قيل لي من الشاكين، والأمرّ من ذلك أن هذا الرئيس التنفيذي لا يُعير مسألة الاستقالة أي انتباه، فيقوم بتسهيل عملية التخلص من الكفاءات القطرية دون أي اكتراث!! هكذا هم! يستخدمون سياسة اخذوهم بالصوت، ويتبنون مبدأي المحسوبية والمنسوبية في العمل، ويفضلون من لا يستحق! وفي نهاية الأمر لا حسيب ولا رقيب.. "يقمعون" في مكاتب فارهة، ويجلسون على كرسي أكبر منهم بكثير، وقراراتهم فيها اجحاف للمجتهد. وكرم للمتقاعس.. لا يوجد خوف من الله عز وجل وذلك لأن أفئدتهم قد جُبلت على القسوة.. وامتلأت عقولهم بالغرور. يؤمنون بأن "على راسهم ريشة"! لهذا اطمأنوا بعدم قدرة الغير على محاسبتهم، على هذه الأخطاء الفادحة. وكل مسؤول وأنتم بخير. نقطة فاصلة: " بين الورقة وسن القلم ينام الكاتب الصادق ويصحو، يبقى هناك مجاهداً يُغني، تارةً شيخاً وتارةً فيلسوفاً.. وأحياناً أخرى مشاغباً، لا يُبالي كثيراً بالخروج عن النص! وهل يا ترى يوجد أجمل من صفحة خرجت سطورها عن حدود النص؟ ". من كتاب "صرّح مصدر غير مسؤول".. للكاتب السعودي ثامر عدنان شاكر.