19 سبتمبر 2025
تسجيلبحضور رئيس الجمهورية، أعلنت "تشيلي" أنها أتلفت أكثر من 13 ألف قطعة سلاح ناري الأسبوع الماضي، وذلك بعد ضبطها أو تسليمها من قبل المواطنين في إطار حملة وطنية أطلقتها السلطات التشيلية منذ عام 1990 بعنوان: "تسليم سلاحك". ومنذ بداية التسعينات حتى يومنا هذا يُقدّر عدد الأسلحة التي تم اتلافها في هذه الدولة الواقعة بأميركا الجنوبية نحو 270 ألف قطعة سلاح وهم فرحون بهذا الإنجاز. في المقلب الآخر من العالم، تعني كلمة "تسليم السلاح" لدى الكثير من المواطنين اللبنانيين الخيانة والعمالة، مهما كانت انتماءاته سواء كان مقاتلًا في صفوف "مقاومة" أو "الميليشيا" أو أي حركة عسكرية تختبأ خلف ستار سياسي. السلاح في لبنان معضلة ما زالت مستمرة منذ ما قبل الحرب الأهلية في السبعينات، وبدلًا من إطلاق حملات "تسليم السلاح" آنذاك لبناء الدولة، زادت الدعوات إلى التسلّح بحجة حماية حقوق الطوائف، والتي انقشعت حقيقتها فيما بعد، لتكون حماية "زعماء المافيات" الخاطفين للطوائف، والذين يُسخّرون عن يمينهم وشمالهم، رجل دين هنا، ورجل أعمال هناك، وإعلاميا في تلك المحطة، ومحللا سياسيا في الراديو والقناة. منظمة Gun Policy يقدر العدد الإجمالي للأسلحة النارية المرخصة وغير المرخصة التي يحملها المدنيون في لبنان بنحو 1,927,0001 أي ما يقارب المليونين، بحسب إحصائيات عام 2017، في ارتفاع متزايد مقارنة بعام 2007، حيث قُدّر العدد آنذاك بـ:750 ألف قطعة فقط. هذه الأرقام لا تشمل أسلحة أفراد القوى العسكرية والحماية الشخصية لرؤساء الأحزاب والشخصيات الدينية.. الاقتصاد نحو الانهيار، وهجرة الشباب المتعلّم في تصاعد، والجهل يرقصُ على صوت سلاح اغترّ بسواده، ومستعد لقتل أولاده. ولد القذافي مرشح للرئاسة الليبية، سيف الإسلام قد يُنصبّ رئيسًا لجمهورية مقسّمة، في شهر ديسمبر القادم ربّما في خطة غربية اعتنقت عقيدة شاعر "عربستان" داواني بالتي كانت هي الداء. الانتقال إلى "الديمقراطية" يحتاج إلى جينات ديكتاتورية، هذا ما همس به التاريخ. بمناسبة التاريخ، صُودف وجودي في إسطنبول خلال ذكرى وفاة الرئيس الأول للجمهورية التركية مصطفى كمال أتاتورك وذلك يوم 10 نوفمبر، حيث كنتُ بانتظار السيارة التي تقلّني إلى المطار للعودة. عند الساعة 9:05 صباحًا، وقف الأتراك دقيقة صمت احترامًا لرحيل أتاتورك. توقفت الساعة لرحيل أول من بنى الدولة العلمانية الحديثة ومؤسس الجمهورية. وقفتُ دقيقة صمت قناعةً وأنا أفكّر في شخصية وطنية يحترمها شعب بأكمله، وحاولتُ إيجاد نظيرها في لبنان وتبيّن أنه لم يعد هناك في وطني متسع لنا للوقوف حزنًا وصمتًا.. إنهم يقتلوننا كلّ ساعة ودقيقة، وما زال هناك منّا من يقف احترامًا لهم. الأحداث الدامية في السودان لن تتوقف في المدى القريب، الدولة الممزقة لم تلتئم، الحشود تتظاهر، والعساكر تتآزر، والهوة بين الشعب والسلطة متزعزعة عبر سيرورة تاريخية، يستغل ثغراتها قوى إقليمية متناحرة. الخاسر الوحيد هم المدنيون، الذين سيتحولون إلى لاجئين، والعبء الاقتصادي سيُثقل كاهل المنطقة. الضغوط الغربية ستُمارس علينا في المنطقة إذا لم نُحسن كشعوب "مؤدبة" و"مطيعة" معاملتنا مع الطبيعة!. الشركات الأجنبية تبتكر المنتجات لمكافحة التصحر بمزج الماء والطين وبيعنا إيّاها، ونحنُ بدلًا من أن نغرس الشجر الذي غرسه أجدادنا، إننا مشغولون بفلسفة مفهوم "الاستدامة" وتعقيده، والمضحك أن الشركات المنتجة للكيماويات تُجبرنا كمستهلكين على دفع ثمن المنتجات نفسها إضافة إلى ثمن الأكياس الصديقة للبيئة، يعني ربحهم ربحين. رحم الله جدّتي حين كانت تستخدم "مرطبان" الزجاج نفسه على مدى سنوات، وخزانة "المونة" الخشبية نفسها، فيما يتنافس طلاب الاستدامة أنفسهم على شراء الماركات التجارية فقط لأن التغليف البلاستيكي والزجاجي والأوراق عندهم "واو"! "واو" يا قطر، حيث تأهل منتخبها الوطني إلى بطولة العالم لـ"البادل" التي ستستضيفها الدوحة خلال الشهر الحالي ولأول مرة في منطقة الشرق الأوسط وآسيا. الدبلوماسية الرياضية، جزء من القوة الذكية لهذه الدولة التي تلعب لتفوز. الفوز حليف من يعيش في الريف، هذه هي الحقيقة، التي سيوثقها العالم بحلول عام 2050 حيث ستحتوي المدن على أكثر من 66% من سكّان العالم، والذين سيكونون معرضين للقلق والاكتئاب بسبب نمط الحياة. والنصيحة: الطبيعة خير صديق وإن وُجدت وسط الضجيج.