10 سبتمبر 2025

تسجيل

واثـق الخطـوة يمشي قطريـاً!

15 نوفمبر 2020

كلنا نعلم أن الإمارات كانت تريد خسارة فادحة بمليارات الدولارات للخطوط الجوية القطرية، وحاولت، وعليه حاصرت، وكابدت لتشويه سمعة البلاد وتخلي المستثمرين عن التوجه لدولة قطر، وعمقت الحصار الجوي حتى تخيلت في يوم من الأيام أن قطر قد هددت طائرة مدنية إماراتية اخترقت الأجواء القطرية بمحاصرتها بطائرتين عسكريتين ورفعت بشكواها لمنظمة الطيران الدولي (إيكاو) التي ردتها خائبة تجر أذيال فشلها الذي كلما أوهمها أنها ستحقق نصرا على الدوحة عادت لتنكسر هذه الآمال الكاذبة على صخرة القطريين الصلبة وعقولهم المتفتحة التي باتت تترصد كل محاولات أبوظبي البائسة في تتبع خطوات قطر للإطاحة بها. وفي المقابل صمدت قطر وصملت وواجهت ولم تعطِ ظهراً نحيلاً لهذه الجارة الحقودة لتحاول التسلق عليه أو حني فقراته القوية، بل واجهت لأنها تعلم أن غريمتها تخاف المواجهة وهي كالخفاش الذي يحب أن يبدو مخيفا في الظلام، لكنه بلا شك يخشى النور ووهج النهار، فيعكف بين جناحيه ليبدو مثل الجراب البالي الأسود متدليا على رأسه ومتثبتا بقدميه الهزيلتين دون أن يحرك ساكنا. واليوم تعمق الإمارات أحقادها التي وجهتها نحو قطر خفية قبل إعلان الحصار وبعد فرضه ظلما من قبلها وبعض الدول الخليجية الأخرى أيضا، ولكن نحو اقتصادها وكأن كل كيدها الذي اختزلته ضد الدوحة ارتد عليها دون أن تدري ليُعلن تكبيد خطوط الإمارات خسارة مالية تقدر بـ 3,4 مليار دولار بحسب نتائجها نصف السنوية في أول خسائر لأكبر مجموعة نقل جوي في الشرق الأوسط منذ ثلاثة عقود بسبب الإغلاقات المرتبطة بفيروس كورونا المستجد، وهذا أمر يسجل لأول مرة منذ 30 عاما بعد تراجع إيراداتها إلى نحو 75%، بعد أن تم نقل ما يقارب مليون ونصف راكب فقط بانخفاض وصل إلى 95% عن عام 2019 في الفترة ذاتها، لتتحول خدمات (طيران الإمارات) من نقل الركاب إلى شحن البضائع في محاولة لإنقاذ الإيرادات التي كان يمكن أن تصل إلى الصفر بحسب تصريح مقتضب لرئيس الشركة الشيخ أحمد سعيد آل نهيان الذي تابع في منتهى الأسف أن الشركة اضطرت لتسريح ما يزيد عن تسعة آلاف موظف من أصل 60,000 موظف فيها بسبب هذه الخسارة. ومن حسن الحظ أن خسارة الناقل الرسمي الجوي الإماراتي وهو طيران الإمارات لم يكتفِ بهذه الصدمة التي تلقتها حكومة أبوظبي بألم وتحسر كبيرين لتأتي شركة (اتحاد الإمارات للطيران) لتثقل كاهلها أيضا بخسائر وصلت إلى 758 مليون دولار في قصمة لا تبدو الأخيرة لظهر أبوظبي التي حاولت مرارا وتكرارا رمي كاهل قطر بالخسائر المادية الفادحة، ولكن يشاء الله أن ترتد كل هذه النوايا السيئة والكيد والحقد الأسود الذي يعتمر في قلب حكومة هذه الإمارة التي تحاول منذ أن خططت للحصار وغزو قطر ونهب ثرواتها وقلب نظام الحكم فيها إلى جعل قطر غارقة في أتون مشاكل وخسائر، ولكن يشاء الله أن كل ما أرادته الإمارات وغيرها ضد الدوحة، ينقلب اليوم إلى نعمة ورغم أننا لسنا ببعيد عن الآثار التي تسبب بها فيروس كوفيد 19 باعتبارنا جزءاً من هذا العالم، إلا أن ميزتنا ولله الحمد تدارك الأمور ومحاولة تحجيم الخسائر، وتتبع الآثار المترتبة، والخروج بأقل ما يمكننا أن نعده خسارة عظيمة، كما كان هذا واضحا في عجز الميزانية الذي بلغ مليار ونصف المليار للريال القطري أي ما يعادل 412 مليون دولار وهو عجز كان أقل بكثير من المتوقع له رغم ما تمر به كل دول العالم في ظل الظروف الحالية الصعبة، ولكنها العقلية التي لطالما امتازت بها قطر جعلت من استباق الأمور تبدو خططا مكشوفة لها تحسب لها الحكومة القطرية حسابات تقلل من وقع أي أزمة مالية يمكن أن تقع بها البلاد، وهذا بفضل من الله وتوفيقه أولا ثم بحنكة ودراية القائمين على هذا البلد الذي يمكن أن يكون محاطا بعيون ترمقه بسوء، ولكن يشاء الله له أن يكون واثق الخطوة يمشي ملكاً.. فالحمد لله. ‏[email protected]@ ‏ebtesam777@