فقدنا باحثا وموثقا رياضيا لن يعوض

فقد الوسط الرياضي زميلا عزيزا علينا هو الاعلامي والباحث والشاعر والكاتب "علي عيسى بوحقب " ، هو من الرعيل الرياضي الأول الذي شهد بدء تاريخ الرياضة القطرية ووثقها بأمانة وإخلاص ، فقد عاصرها لاعباً فذاً في كرة القدم ولعب في بداياته مع فريق المرقاب ، ثم انضم لنادي النجاح أقدم الأندية القطرية (الأهلي ) حالياً وكان مدافعاً صلباً ، وأتذكر سطع نجمه في كرة اليد وهو طالب في المرحلة الاعدادية فكان من اللاعبين الذين يشار لهم بالبنان ، وكنا نستمتع بأدائه في فترة الاستراحة حيث تشهد صراع الأبطال في كرة اليد ، لعب الكرة الطائرة فأبدع فيها وشارك في الدورات المدرسية الرياضية والمهرجانات ومثل المنتخبات القطرية ، عرفته عن كثب عندما كان موظفاً (سكرتير إداري) في اتحاد الطائرة وعملنا سوياً من أجل تطوير اللعبة ، لقد كان مخلصاً ومجتهداً في عمله ويعمل بتفانٍ وإخلاص ، كان أفضل الحكام في تلك الفترة وكان متميّزا حتى أصبح محاضراً في مجال تحكيم الكرة الطائرة ، وشارك في تحكيم البطولات العربية والاقليمية والآسيوية ، دخل في مجال الاعلام فأبدع في كتابة المقالات والأعمدة الصحفية ، كما أبدع في مجال الشعر والمواويل الذي عشقه ، وكانت له مقالات في صحفنا المحلية التي كتب فيها ، ونجح كمعلق رياضي في الكرة الطائرة وفي عام 1994 انضم لمعلقي كرة القدم وشارك في دورة الخليج (18) بالإمارات ، وكان كعادته متألقاً ، وقد حقق نجاحاً كبيراً في عالم التوثيق الرياضي القطري وكان هو أحد رواده ، فأثرى المكتبات بكتبه القيّمة التي تحكي قصة تاريخ الرياضة القطرية بالصور والمعلومات الغزيرة ، وبخاصة كتابه ذكريات رياضية ، وأصدر مؤلفات عديدة عن توثيق الحركة الرياضية ، وعن دورة الخليج ، والجوهرة خالد بلان ، ومسيرة العنابي في العرس الخليجي (1970 - 1996) ، وكتاب 50 عاماً على تأسيس اتحاد كرة القدم ، وكتاب النادي الأهلي ، كما أصدر كتاب الكاريكاتير الرياضي في قطر وبطولات استضافتها قطر 1976 - 2007 وكتاب الصوت الخليجي والشعر العربي وغيره من الكتب الهامة في الرياضة ، كما أقام العديد من المعارض الرياضية ، وسجل في إذاعة قطر برنامج ذكريات رياضية ، ويمتلك في بيته " مخزناً " أرشيفياً للصور لا يقدر بثمن ، وقد أجريت معه حوارا في جريدة الشرق منذ عدة سنوات تحدثنا عن عدة مجالات في الرياضة ورأيت كل الصور التي توجد بحوزته وهي كنز من الصور الرياضية ، وكانت تربطنا علاقات أخوية مبنيّة على الود والاحترام ، وكنا على تواصل دائم ونتباحث في الأمور الرياضية ، غاب عن المشهد في الآونة الأخيرة بسبب اشتداد مرضه ، رحمك الله يا ( أبومحسن ) وأدخلك فسيح جناته وألهم أهلك وذويك الصبر والسلوان، وإنا لله وإنا اليه راجعون. [email protected]