06 نوفمبر 2025

تسجيل

بعد خراب مالطا

15 نوفمبر 2017

سعود موظف مجتهد في عمله، وكان ينتظر أن يكافئه المدير بترقية لدرجة أعلى، ولكنه كان يشعر بالحرج من أن يطلب ذلك مباشرة من المدير، فكان يكتفي بالتلميح، وكان المدير يشيد بجهده وكفاءته ولكن بدون أن يحدثه عن مكافأة أو ترقية.وفي أحد الأيام، جاء زميل سعود لمكتبه ليشاركه تناول القهوة، فأخبره بصدور كشف جديد بالترقيات، وأنه (أي سعود) يستحق الترقية أكثر من الذين وردت أسماؤهم، ولكن مديره لم يرشحه للترقية. تعكر مزاج سعود وثار غضبه، وبعد قليل شاهد مديره صدفة، فلم يتمالك نفسه وانفجر في وجه المدير يكيل له الشتائم، ويرميه بأقذع الألفاظ، ويبين له أنه مدير فاشل ولا يكافئ المجتهدين ولا يستحق أن يكون في هذا المنصب. تفاجئ المدير من هذا الفعل الذي لم يتعوده من سعود الهادئ بطبيعته، ومن هول الصدمة لم يرد وتوجه لمكتبه في صمت.وما هي إلا دقائق معدودات حتى جاءه ساعي البريد معتذراً عن تأخره نظراً لكثرة الرسائل ذلك اليوم وسلم سعود رسالة ترقيته.تقول الرواية إن مالطا (وهي جزيرة صغيرة في البحر المتوسط) غزاها نابليون بونابرت، وبعد عامين حررها الإنجليز بعد معارك دمرت البلد بأكمله، فأرسل الإنجليز لأهل البلد يبشرونهم بتحرير بلادهم ويطلبون منهم العودة، فعاد أهل البلد ولكنهم تفاجأوا أنه لم يتبق شيء في بلدهم، وأن الإنجليز ليس لهم أي فضل، فقد حرروها بعد خرابها.لا تكن كصديقنا سعود. لا تدمر العلاقات بينك وبين الآخرين بشكل كامل، ولا تقل ما تندم عليه مستقبلاً ولا يحفظ لك ماء وجهك عند تغير الظروف. أنت مسؤول عن كل ما تقول وتفعل؛ فعليك السيطرة على غضبك وانفعالاتك، حتى لا تندم "بعد خراب مالطا".