27 أكتوبر 2025
تسجيلاثنا عشر عاماً ليست المقياس على نفاد عطاء محشو بتجارب تتعدى الزمن وتقود إلى استعراض عوارض المرحلة التي يعيشها الصحفي وينتظر القفز إلى آفاق تكون أكثر نضجا وتدفقا، وما دعا زميلنا العزيز الأستاذ جابر الحرمي إلى تقديم استقالته من رئاسة تحرير "الشرق" تلك الإشكالية بين القصة والقضية، وبين التحقيق البوليسي والتحقيق الصحفي، وبين الصحفي الإنسان والصحفي المهني، إلا أن تلك المرادفات لن توقف المسيرة سواء للجريدة أو للزميل العزيز الذي استمرأ القلق في كل عدد يرى النور صباح كل يوم تشرق فيها "الشرق".استقالة الزميل العزيز من جريدة "الشرق" لم تتضح رؤيتها تماما ولو كثرت الأقاويل حولها وغالبيتها تنصب على تلك التغريدة التي دق فيها على وتر حساس من بعض المواطنين الخليجيين واعتبروها استفزازا لهم في زمن التقشف الذي فرضته الاجواء المكفهرة السائدة في المنطقة.لم يبتعد زميلنا العزيز عن قواعد المهنة، وما تفرضه أخلاقها وتقاليدها المتعارف عليها عالميا، وهو ضحية ما قذفه رواد المواقع الاجتماعية في نشر "الشائعات" واعتمدت كـ "مصدر" لقصصها في انتهاك حرمة الحياة الخاصة للآخرين، ما بين الصحافة والحياة الخاصة للأشخاص خط رفيع اسمه أخلاق المهنة التي يستحضر قليل منهم مسؤوليتهم وواجبهم عندما يخوضون في الحياة الخاصة للآخرين.موضوع تغريدة الزميل العزيز مؤشر يدعو للتشاؤم عند حدود التفاعل فيما ينشر على مواقع مثل "تويتر" وبين كتابات الصحفي فهذه الثنائية تثير الكثير من الأسئلة حول علاقة الصحفي بالمواضيع التي يعمل عليها، فالعلاقة ليست بريئة تماما باعتبار الحياد في العمل الصحفي أمرا شبه مستحيل، ولا يمكن أن يقبل الصحفي أن يكون صديقا للموضوع.عندما نسمح بخرق قواعد مهنتنا، والدوس على أخلاقها، نتحول إلى مجرد موظفين في حملة علاقات عامة، وهذه من أسوأ أنواع الصحافة التي تنتشر اليوم. وسلامتكم