01 نوفمبر 2025
تسجيلتُعتبر المتاحف تلك الذاكرة التي تجمع بين أسوارها ذاكرة الشعوب وإنجازاتهم العظيمة ، وغالباً ما تلمس المتاحف شعورا غريبا في داخلنا ، وهو شعور ألا شيء يمكن أن يظل في بريقة على الدوام ، وشعورا آخر وهو رغبتنا في استرجاع الزمن؛ لنعيش ذلك الماضي ولو دقائق معدودات ، لنلتقي بالشخوص التي رأيناها في تلك المتاحف ، أو نعيش قليلاً بين ردهات تلك المنازل المليئة بالدفء من خلال معمارها المميز وأدواتها البسيطة ، أو حتى نستمع لحديث من سكنوا تلك المنازل، ونستفيد من تجاربهم الحيّة العميقة التي من خلالها فقط تم بناء ما نحن عليه من تقدم وتطور. كل تلك الأفكار وأكثر راودتني عندما زرت الأسبوع الماضي متاحف مشيرب، الواقعة في الحي التراثي ضمن مشروع مشيرب قلب الدوحة ، منذ وصولي لموقع المتاحف وهناك مشاعر رافقتني، كنت أستمع برهة للمرشدة ، وبرهة أخرى لصوت المشاعر في داخلي ، فقد استرجعت بشكل كبير مرحلة قد مر بها الكثير من أبناء جيلي في مشيرب بضواحيها وشوارعها ومدارسها المختلفة، وكيف لا وأول مدرسة تلقيت فيها العلم كانت في مشيرب، وهي مدرسة أم المؤمنين الابتدائية ، والتي تمت الاستفادة من كثير من أدواتها والكراسات وبقايا أثاث الفصول الدراسية، التي تركنا عليها بأقلام الرصاص ذكرياتنا التي لاتُنسى . في متاحف مشيرب، هذه الساحة الثقافية الزاخرة بالجمال، تم ربط الماضي بالمستقبل ، والاستفادة من التفاصيل المعمارية الموجودة في الأساس للبدء في نسيج خاص لا يشبه سوى قلب الدوحة النابض،حيث تمت إعادة ترميم هذه البيوت الأربعة، التي اعتمدت عليها فكرة المتاحف مثل بيت بن جلمود، بيت الشركة، بيت محمد بن جاسم، وبيت الرضواني وتحويلها لمتاحف تفاعليه ذات مستوى عالمي، تتيح للزائر التفاعل مع كل ما تم عرضه ولمس المقتنيات خلافاً لما هو متعارف عليه في باقي المتاحف؛ بهدف استرجاع تلك اللحظات الثمينة من زمن عريق ، ولا أنسى أن أُشير إلى كل الأفلام القطرية المميزة ذات الجوده العالية التي تعرض في المتاحف من تنفيذ كوادر قطرية ، وكأن المتحف يقول لزائره إن العقول التي ساهمت في بناء هذا الجمال، هي امتداد للسواعد السمراء التي بنت هذا الإرث التاريخي سابقاً .