27 أكتوبر 2025
تسجيلالصدقة تنتصر على الشياطين لقوله صلى الله عليه وسلم "لايخرج رجل شيئا من الصدقة حتى يفك على لحييها سبعين شيطانا" فالصدقة هي مفهوم ديني، وهي ما تعطى للمحتاج على وجه التقرب إلى الخالق والمعبود، ينظر المؤمنون إليها بإعجاب، ولاسيما عندما تمارس بشكل سري من قبل الغرباء "الذين يخافون الله". وللصدقة أثر كبير على كيان المجتمع.للصدقة آثار ايجابية على المجتمع والالتزام باخراجها يؤدي الى بث روح التعاون والمؤاخاة بين أفراد المجتمع ويزيل الحسد بين الناس، ولنذكر ان الصدقة تجعل الملائكة تدعو بالخلف على المتصدق، وتعالج المرضى، وتطفئ غضب الرب، وتمحو الخطايا وتحفظ عرض الانسان وشرفه وتحسن خاتمته، فالصدقة ظلك ايها الانسان من اللهب، بها تفك رهانك يوم القيامة وهي سترك من النار، لقوله عليه الصلاة والسلام لأم المؤمنين رضي الله عنها "يا عائشة استتري من النار ولو بشق تمرة، فإنها تسد من الجائع مسدها من الشبعان".احببت ان اذكر اليوم بفضائل الصدقة لكون الناس بدأوا يغفلون عنها ونسوا فضائلها مع زحمة الغث من مغريات الحياة، وبمراجعتي في كتب السيرة وجدت ايجابيات جمة للصدقة، فمما ذكر فإن الصدقة باب من أبواب الجنة وهي أفضل الأعمال الصالحات تظل صاحبها يوم القيامة وتفكه من النار، وهي خير ما يهدى للميت وأنفع ما يكون له، كما انها امان من الخوف يوم الفزع الأكبر، وسبب لمغفرة الذنوب وتكفير السيئات، كما انها من المبشرات بحسن الخاتمة وسبب لدعاء الملائكة.اما من جانب المتصدق فإنه يعد من خيار الناس، فالمتصدق والعامل على الصدقة لهما أجر المجاهد في سبيل الله ،وثوابها لكل من شارك فيها، وصاحب الصدقة موعود بالخير الجزيل والأجر الكبير، والإنفاق من صفات المتقين لانه سبب لمحبة عباد الله للمتصدق، كما ان الصدقة أمارة من أمارات الجود وعلامة من علامات الكرم والسخاء وهي سبب ايضا في استجابة الدعوة وكشف الكربة، ولا ينبغي ان نغفل ان الصدقة تزيد في العـمر، وتزيد في المـال، وسبب في الرزق والنصر وعـلاج ودواء وشـفاء، وأجرها ثابت ولو كانت على البهائم أو الطيور..اختم مقالتي بقصة تم تداولها عبر التاريخ عن صبي جاء يسأل النبي موسى عليه السلام ان يغنيه الله، فسأله موسى هل تريد ان يغنيك الله فى اول 30 عاما من عمرك أم فى الـ 30 عاما الاخيرة؟ فاحتار الصبي وأخذ يفكر ويفاضل بين الاختيارين ثم استقر اختياره على ان يكون الغنى فى اول 30 عاما من عمره، لانه يريد أن يسعد بالمال فى شبابه.. كما أنه لايضمن ان يعيش الى الـ 60 من العمر، ونسي ما تحمله الشيخوخه من ضعف وهزال ومرض..فدعا موسى عليه السلام ربه فاستجاب على ان يغنيه فى اول 30 عاما من عمره..واغتنى الصبي واصبح فاحش الثراء، صار الصبى رجلا وفتح ابواب الرزق لغيره من الناس وساعدهم ليس فقط بالمال بل كان يساعدهم فى انشاء تجارتهم و صناعاتهم و زراعاتهم.. ويزوج غير القادرين ويعطى الايتام والمحتاجين..وتمر الـ30 عاما الأولى وتبدأ الـ 30 عاما الأخيرة.. و ينتظر موسى الاحداث، فتمر الأعوام والحال هو الحال، ولم تتغير أحوال الرجل بل ازداد غنى على غناه، فاتجه موسى الى الله يسأله بأن الاعوام الـ 30 الأولى قد انقضت.فأجابه الله (وجدت عبدي يفتح أبواب رزقي لعبادي فاستحييت أن أقفل باب رزقي اليه).لا إله إلا الله.. ما أعطفه.. ما أرحمه.. سبحانه. وسلامتكم.