14 سبتمبر 2025
تسجيلإن الحديث عن التجربة القطرية لا ينتهي عند حدود معينة.. فعلى مر التاريخ والسنوات.. شهد على العالم أجمع تجارب ناجحة متعددة لشعوب ودول على مختلف الصعد والمجالات.. وعلى نفس النهج.. بل وأكثر من ذلك بكثير كانت التجربة القطرية أكثر تميزاً، وأكثر إشراقة.. فعلاوة على تحقيقها للكثير من الإنجازات والاسهامات في مختلف المجالات.. وهو الأمر الذي لا يعتريه شك.. وذلك من واقع شهادة المراقبين لأحوال نهضة الشعوب والأمم والدول في العالم.. ولكن وجهة نظرنا في هذا الأمر والتي نحاول فيها أن نلقي الضوء عليها من واقع قراءتنا المتواضعة لها.. نقول بأن الطاقات والجهود التي بذلتها دولة قطر على مر السنوات الماضية والحالية انتقلت بآفاقها إلى أماكن بعيدة وحلقت من خلالها إلى أرقى المواقع المتقدمة في مجال النهضة والتنمية الشاملة.. ولم تركن إلى الإنجازات المحلية والمتمثلة في الوصول بدولة قطر إلى توفير كافة مستلزمات الحياة المدنية وتحقيق الرفاه والعيش الكريم لشعبها وحققت في تلك المجالات أروع الأمثلة.. وتجاوزت تلك النظرة في غالب الأحيان إلى تحقيق نفس الإنجازات والإسهامات التي نجحت فيها مع شعبها ودولتها إلى شعوب وأمم أخرى. وهذا الأمر بتقديري هو ما ساعد في بروز دولة قطر ودورها في المحافل الدولية كافة.. وفي معرض بداية مقالنا وحديثنا هذا قد نكون ابتعدنا عن لب الموضوع.. ولكن نعود لنركز على أساس المقال لنقول بأن الرؤية والتوجه لدى المسؤولين وأصحاب القرار على مر التاريخ في دولة قطر كانت بحق رؤية جانبها الكثير من الصواب.. ورافقها الكثير من الجهود والعمل في سبيل تحقيق الهدف المنشود الذي أهم أركانه هو تحقيق الرخاء والعيش الرغيد للشعب وعلى نفس السياق النهوض بدولة قطر نحو أفضل الأوضاع في مختلف المجالات.. فمن الجهود الدبلوماسية وبناء العلاقات بينها وبين محيطها الخليجي وأيضا مع المحيط الدولي، ومروراً بما حققته على الصعيد المحلي.. كانا هذين التوجهين هما من أهم الأهداف والرؤى التي نجحت دولة قطر فيهم.. وأيضاً وصولاً إلى تسخير الموارد المتاحة والوفرة التي حباها الله بها.. ووجهتها أفضل توجيه وسخرتها لكل المحيطين بها محلياً وعالمياً.. ولم تألوا جهداً أحست معه بإمكانية تحقيق الخير لمن يطلبه.. عبر جهود سياسية لرأب الصدع بين أفرقاء في بعض البقاع من العالم.. وبين تقريب لوجهات النظر بين دول وشعوب.. أسهمت بكل إخلاص لنجاحها.. ونحن في هذا السبيل لابد لنا من القول هذه الرؤية تحمل الكثير من المعاني الإنسانية في طياتها.. فمن أهم جانب في هذا الصدد نقول بأن قيام دولة قطر بتلك الجهود والتي لاتعود عليها بأي نفع.. هو دليل مهم على إحساسها بغيرها من الشعوب والأمم التي لم تتوفر لها أدنى مقومات الحياة الكريمة، وفي ظل ابتلاء العديد منها بمن تسلط على مقدرات تلك الشعوب وحكمتها بالحديد والنار.. وقد كانت جهود دولة قطر خيرة خالصة لم تنتظر الشكر أو الثناء أو غيره.. فقد رأت في السعي عبر تلك الجهود ضالة لها في العمل بكل إخلاص نحو المساعدة في تحقيق الخلاص للشعوب والفرقاء في شتى البقاع من العالم.. ولعل جهودها السياسية في السودان ولبنان وليبيا وفلسطين.. وغيرها من المناطق الأخرى في العالم.. كانت صفحة ناصعة البياض من تاريخ دولة قطر وأيضا صفحة أخرى في تاريخ الأمم المتحضرة والتي وضعت خلالها جل همها أن تسعى للخير والتوفيق بين الدول والمتخاصمين فيما بينهم.. إن هذا في تقديري يعد هدفاً سامياً تحقق على يد دولة قطر على مر الزمن..والله من وراء القصد.