18 سبتمبر 2025

تسجيل

فشل الذكاء الاصطناعي الإسرائيلي في غزة

15 أكتوبر 2023

في السنوات الأخيرة، ظهر الذكاء الاصطناعي كأداة حيوية في تشكيل مسار الحروب الحديثة، حيث يوفر مزايا غير مسبوقة في المراقبة وتحليل البيانات والتوجيه بدقة. وقد تميزت إسرائيل عالميًا بتقنياتها العسكرية المتقدمة، وكانت في طليعة الدول التي دمجت الذكاء الاصطناعي في نماذجها الدفاعية والأمنية. على الرغم من أن الذكاء الاصطناعي يوفر مجموعة واسعة من القدرات المتقدمة، فإن الاعتماد الزائد عليه يشكل مخاطر، وما حدث في غزة، ما هو إلا برهان دامغ على تعثر الأنظمة الأكثر تقدماً، في بعض الأحيان، في اتخاذ القرارات المعقدة، وذلك أن اسرائيل عولت على استراتيجيات في غزة، اعتمدت بشكل كبير على المراقبة الإلكترونية والتكتيك القائم على البيانات. ولكن الحروب، بطابعها غير المتوقع والمعقد، غالبًا ما تتطلب الحدس البشري، وهو عنصر لا يمكن للتكنولوجيا أن تقلده بالكامل. واحدة من أبرز القضايا التي تم التأكيد عليها خلال طوفان الأقصى هو تحدي الذكاء الاصطناعي في التنبؤ ومواجهة استراتيجيات المفاجأة، حيث استطاعت تكتيكات مفاجئة من حماس التفوق على تكنولوجيا إسرائيل المتقدمة. وفي واقع الأمر، أصبحت قوة الذكاء الاصطناعي الرئيسية، وهي تحليل البيانات بسرعة، سيفًا ذا حدين في وسط النزاع القائم، وظهرت للعلن الفجوة بين معالجة البيانات والاستخبارات الفورية القابلة للتنفيذ. أدت التحديات التي واجهتها الاستراتيجية المدعومة بالذكاء الاصطناعي في إسرائيل بشأن غزة إلى موجة من المناقشات على الساحة الدولية، حيث أثارت الثغرات الظاهرة فيما كان يُعتقد أنه نظام لا يُخطئ فيه تساؤلات ومخاوف. وحرب غزة دليل حي على عدم قدرة الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيات المتقدمة أن تعمل فراغا في الحروب الحديثة. بالنسبة للدول وقوات الدفاع حول العالم، الرسالة واضحة: يجب دمج التقدم التكنولوجي بانسجام مع الاستراتيجيات التقليدية. ومع استمرار تطور مشهد الحروب، سيحدد المزيج المثالي بين التكنولوجيا والحدس البشري الفائزين في نزاعات الغد. رغم استخدام إسرائيل المتقدم للذكاء الاصطناعي في الحرب، إلا أن الإرادة الفلسطينية أثبتت قوتها، وقابليتها للتكيف وعزيمتها التي لا تلين مع التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي الإسرائيلي.