11 سبتمبر 2025

تسجيل

أنتم تزيدون العدوان عدواناً

15 أكتوبر 2023

هو ليس عدواناً يشبه أي عدوان مضى، وليست حرباً عادية كالحروب التي شهدناها مسبقا، فإسرائيل هذه المرة تريد إبادة وتهجير شعب غزة والعالم كله من المشرق للمغرب ينظر ويشاهد بين مندد لما يجري في القطاع المحاصر وبين مصمم على انتصار إسرائيل في خطط الإبادة والتهجير التي تقوم بها القوات الإسرائيلية التي تعمدت استهداف النازحين من شمال غزة لجنوبها بغارات صاروخية قتلت منهم ما يزيد على 70 فلسطينيا وإصابة 150 منهم بعد أن عمدت إلى تحذيرهم من غاراتها ثم قامت بإطلاق صواريخها إليهم ليصبح الفخ القاتل الذي يدل على مدى الدناءة التي تظل إسرائيل غارقة في وحلها والعالم كله لا يملك شيئا يمكن أن يوقف هذا الإرهاب الصهيوني بل على العكس فواشنطن تزيده نارا وأوروبا تصب الزيت على هذا النار وتل أبيب تتمادى أكثر فأكثر والعرب صامتون يتباحثون ثم يصمتون ويدعون لوقف التصعيد ثم يصمتون ويطالبون بفتح ممرات إغاثة للمدنيين ثم يصمتون ويستنكرون دمار البنية التحتية والمساكن على رؤوس الشعب البريء ثم يصمتون ويصمتون ويصمتون وغزة تباد بشكل علني وبإرهاب لم يستطع أي مسؤول عربي أن يصفه بهذه الكلمة الصريحة، رغم أن ما يجري هو فعلا إرهاب بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، فماذا يعني أن تصبح غزة بكل مبانيها ركاما وأكثر من 614 طفلا و340 امرأة في عداد الشهداء بين أكثر من 1900 شهيد فلسطيني حتى لحظة كتابة هذا المقال الذي ما اعتدت سابقا أن يكون سلسلة لقضية واحدة !. أيها العرب أيها الذين فضلتم مصالحكم على أن تقولوا كلمة حق وتدينوا إسرائيل صراحة ماذا تنتظرون في نهاية هذا العدوان الآثم ؟! هل تنتظرون نكبة ثانية وقضية لاجئين فلسطينيين في مخيمات حدودية وانهيار مسمى حق العودة الذي ترفضه إسرائيل جملة وتفصيلا ؟! فإن لم يعودوا من هجّرتهم إسرائيل فكيف لكم أن تتحملوا تهجيرا آخر يا عرب، تلقي طائرات العدو قنابلها وصواريخها بفضل العلاقات المتينة معه وبنفطكم ومصالحكم التي تمنعكم من أن تدينوا هذا العدوان صراحة وبمسمياته الواضحة! فنحن لم نعد تلك الشعوب التي تمرر كل هذه الأكاذيب عليها وتصدق أنه لا يمكن اتخاذ موقف عربي موحد إزاء كل ما يجري هذه المرة في القطاع الصامد الذي يتعرض لعدوان ومحاولة تهجير وتشريد وإنشاء نكبة فلسطينية جديدة لا يمكن للعرب هذه المرة أن يتحملوا فاتورتها الباهظة خصوصا وأنهم يساهمون فيها على صورة الخذلان العربي الذي ضاعف من أحزان أهل غزة ومأساتهم فماذا تتوقعون نهاية هذا التقاعس عن نصرة غزة ؟! هل يمكن لنا كشعوب عربية محبطة من تخاذلكم أن تؤمن بكم كحكومات وشخصيات غير قادرة حتى على قول كلمة حق في العدوان الإسرائيلي الهمجي بحق أبرياء كل تهمتهم مع حركات المقاومة لهم أنهم يدافعون عن وطنهم وعن كرامة أرضهم ومكانة مقدساتهم الإسلامية فإذا ما قاوموا عُدَّت مقاومتهم هجوما غير مبرر وتصعيدا يستحق الرد الدموي الذي نراه اليوم، بالإضافة إلى تضييق الحصار على الشعب ومنعهم من أقل القليل من مقومات الحياة من الطعام والشراب والدواء والكهرباء والاتصالات وكل ما يمكنه أن يمثل عصب الحياة لأهل غزة ؟! فماذا يمكن أن ننتظر منكم بعدها والولايات المتحدة تزيد العنف عنفا وتضاعف من حمى الانتقام الإسرائيلي بإرسالها حاملة طائرات وسفنا حربية وكأن إسرائيل تواجه دولة منظمة وليس حركة مقاومة ضربت فأوجعت وكل ما نجحت فيه إسرائيل منذ السبت قبل الماضي هو قتل المدنيين وتدمير مساكنهم على رؤوسهم فقط ، ولم نجد أي مسؤول عربي يخرج بتصريحات يمكننا بعدها أن نتأمل خيرا بشأن وقف قصف القطاع وسط وعود مرتعدة من إكمال الانتقام الإسرائيلي الأعمى فيه ! وإنني لن أتوقف بقلمي عن الكتابة عن قضيتي الأولى كمواطنة عربية لا تملك سوى هذه الزاوية لتقول للعرب أولا إنكم تساهمون بطريقة مباشرة بالعدوان على شعب غزة إن لم تعلموا ذلك وإنكم تضاهون إسرائيل عداوة لهم ما دام الصمت سلاحكم الأشد فتكا من صواريخ إسرائيل للأسف.