23 سبتمبر 2025

تسجيل

قطار التنمية في مواجهة التحديّات

15 أكتوبر 2017

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); بالرغم من الحصار وبالرغم من الجيوش الإعلامية المجندة لتشويه صورة قطر إلاّ أن التحدّي في استمرارية العطاء والصمود في مواجهة العقبات هما الصخرتان الصلبتان اللتان حطّمتا سهام الغدر الغاشم والمؤامرة الجائرة على قطر، فهاهي المشاريع الاقتصادية والتجارية والاجتماعية والتعليمية تشق طريقها نحو حاضر نعيشه ومستقبل لأجيال قادمة، برؤية أميرية ثاقبة، ووجود معايير ليس لدول الحصار سيطرة عليها، كما قال سموه في كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، والتي عجزت سيطرتها في أن تخضع قطر لمطالبها، وإملاءاتها كما هو عجزها عن سيطرة ما تحمله القلوب من ولاء والتحام للوطن والأمير. بالأمس وبالتحديد يوم الثلاثاء 10 أكتوبر شهد صاحب السمو حفظه الله حفل تخرج طلاب جامعة قطر الدفعة 40، ليعلن عن مشهد تعليمي استثنائي في توقيته، واستثنائي في طموحات خريجيه، وفي لغة المتحدثين الخريجين منهم على منصة التخّرج وفِي الوسائل الإعلامية حيث التحدّي والبناء والعطاء والاستمرارية والولاء والصمود، وغيرها من المفردات التي اتخذت موقعها، وشقت طريقها نحو رؤية مستقبلية يحملها الخريجون على عاتقهم من واقع المجتمع المحاصر، كرد جميل لوطنهم، لصنع مستقبل تنموي يرمي إلى تحويل قطر بحلول 2030 إلى دولة متقدمة قادرة على تحقيق التنمية المستدامة، وتأمين العيش الكريم كما هي رؤية الأمير. فاليوم ليس كالأمس، التحدي والاستمرارية في العطاء هما سيدا الموقف، والثبات على تحقيق مبدأ العمل من أجل الوطن هي العجلة التي يجب أن تحّرك الفكر الإنساني وليس العمل من أجل مركز أو مال أو سمعة، اليوم تعيش قطر أجواءً متغايرة مؤلمة صعبة ملوثة بسهام الغدر والكيد من أشقاء قرباء وليسوا غرباء، يتنفس المجتمع القطري آلامه ومنغصاته، ربما تمتد، لم تُشعرنا بالإحباط والتوقف بقدر ما أشعرتنا بالجرح العميق ولم يدحضها ويتجاوز مداها إلا الفكر الشبابي القادم الذي وقف بالأمس مصافحاً سمو الأمير معاهداً نفسه ومن قبل الله والوطن. أن يتجاوز الصعاب ويترجم ما تعلمه طيلة تلك السنوات إلى واقع عملي فعلي لاستكمال المسيرة التنموية، ولخدمة الوطن. وليكون درعاً لمواجهة أيّ رياح أخرى سامّة تهدف إلى العصف بمقدرات الدولة وإيقاف مشاريعها التنموية المستقبلية، فالحصار كان قوة محركة ودافعة نحو المزيد من الإرادة الإنسانية لعطاء أفضل وإنتاجية مستدامة، والعلم هو السلاح لمواجهة الجهل الفكري والأخلاقي، وما هذه المشاريع والانجازات التي حققتها قطر في سنواتها الأخيرة. وحوصرت من أجلها ومن أشقائها، إلا نتيجة إعطاء التعليم وتطويره أولوياتها، لإيمانها بأن التعليم هو السلاح في مواجهة التحديات التنموية، لذلك اتخذت موقفاً إيجابياً أخلاقياً مع سلبية ما انتهجته دول الحصار في رفض طلاب دولة قطر من جامعاتها مع بداية الإعلان عن الحصار، بينما رحبت قطر باستمرارية طلبة الحصار على مقاعدها الجامعية الوطنية والخاصة من مبدأ الحق في التعليم وعدم تسييسه، ولا ننسى المبادرة التعليمية التي أطلقتها سمو الشيخة موزا في 14 نوفمبر 2012 وتحمل شعار "علم طفلا" على هامش قمة "وايز" بتوفير تعليم ابتدائي عالي الجودة لجميع أطفال العالم، وما الانجاز الذي حققته دولة قطر والمتمثل بوصول الدكتور حمد عبد العزيز الكواري المرشح لليونسكو إلى الجولات الأخيرة وبشرف مع منافسته الفرنسية ما هو إلا ثمرة من ثمار جودة التعليم والثقافة في قطر بما قدّمه من برنامج حافل بالانجازات التعليمية والثقافية والوظيفية. فرحة التخرج سبقت ألم الحصار، والخطوات لاستلام الشهادة هزمت تحديّات الحصار لتأكد أن المسيرة التعليمية لا يتوقف نبضها وجريانها، مهما ظُلّلت بسواد الظلم والحصار والمقاطعة، ومهما كانت الآثار السلبية للأوضاع السياسية الحالية التي فرضت عليها، قطر تنفق الملايين من أجل التعليم. والاستثمار في التعليم. كما هو الاستثمار في الفكر الشبابي، وتلك المخرجات الجامعية هي نموذج لتعليم مستمر وسط ظروف استثنائية قاسية، فالحصار لم يهزم الإرادة الشبابية ولم يحطم طموحاتها المستقبلية، ولم يوقف استمراريتها التعليمية، والتحديات التنموية المستقبلية التي تسير قطر في قنواتها تتطلب سواعد أبنائها وفكرهم وإنجازاتهم وإبداعهم كما تتطلب وعيهم بكيفية إدارة سوق العمل بإخلاص وولاء، فالتركيز على استثمار القوة الشبابية هي الثروة التي ستجنيها الدولة كعائد مستقبلي يعتمد عليه لتسيير دفتها التنموية في جميع المجالات، كما هو الدينامو المحرك والمنفذ لها. ويجب ألا يغيب عنّا التحدّيات الصعبة التي مرّت دولة قطر على جسورها لتتجاوز محنة الحصار القاسية، بكل إرادة وعزيمة للاستمرارية في توفير كل المتطلبات المجتمعية التي يحتاجها المواطن والمقيم على أرضها حتى لا يُستَشعر بالحصار، هذه التحديات وتلك الإنجازات لابد أن تُبصم في الذاكرة، وتستحضر للتذكير بما قُدّم له من خير وأمان واستقرار، من أجل إعطاء هذا الوطن حقه كرد للجميل، فالوطن يحتاج إلى كل فرد وكل مجهود وكل عمل، كما يحتاج إلى الإخلاص والتفاني والصدق، والمحافظة على مقدراته المالية؛ "المال العام" لرفعة شأنه، وما هذا الحصار إلا منحة للوطن لتشغيل الطاقة الشبابية بالعلم والعمل من أجل مستقبل قادم، وللمواطن من أجل رفعة سمعة وطنه في جميع المحافل الدولية والإقليمية والعالمية، بالعمل الجاد، والعزيمة الصادقة، فاليابان وألمانيا تجاوزتا الانهيار بعد الحرب العالمية لتتحولا لقوى اقتصادية عالمية كبرى، نتيجة امتلاكها قوى عاملة متحفزة ومنضبطة ومثابرة وسريعة التعلم تعمل لساعات طوال بالرغم من انخفاض أجورها في البداية، فالهزيمة أثارت في نفوس أبنائها الغيرة على وطنهم وألهبت الحماس في صدورهم للعمل من أجل وطنهم ومستقبلهم وتعزيز مكانته بين دول العالم، لذلك استعاد نهضته من تحت الركام لبناء اقتصاد قوي ونموذجي. نبارك للخريجين التخرج، وأن يكون تخرجهم بداية لحاضر مزدهر ولمستقبل آمن. [email protected]