12 سبتمبر 2025
تسجيليقول الله تعالى: "كذلك يبين الله لكم الآيات لعلكم تتفكرون" (البقرة : 266). هذه الآية ومثيلاتها تدل على أهمية تعليم التفكير في حياتنا. والحقيقة أن المؤسسات التعليمية المتطلعة للتميز يجب أن تسعى للنهوض بمستوى تفكير المتعلم، وإكسابه مهارات التفكير، وهذا الهدف لا يمكن تحقيقه إلا إذا مر المتعلم بكل المستويات المعرفية الأخرى وهي (المعرفة – الفهم – التطبيق –التحليل – التركيب - التقويم).وقد ثبت من خلال بحوث علماء النفس والتربية أن عمق تفكير الطالب أثناء التعليم يؤدي إلى تعليم فعال، وأن الطلاب ينتفعون من التدريس القائم على خطوات فكرية واضحة. فالهدف من التعليم هو رفض النظر للتلميذ على أنه كتاب متنقل، وتبني فكرة أن التلميذ عالم مستقل ومتنوع، ومتعدد وغني، ومتغير ومتطور، وتعليمه لم يعد إدارة ذهنه السلبي الذي يكون دائما في حالة تلقٍّ وحفظ وترديد لما يتعلمه، وإنما إدارة تفكيره.ويذكر التربويون من عوامل نجاح تعليم التفكير: المعلم، البيئة المدرسية، الأنشطة التعليمية، ولكن العامل الأساسي والمؤثر الأكبر في تعليم التلاميذ كيف يفكرون هو المعلم وواجبات المعلم من أجل تنمية التفكير لدى تلاميذه تتلخص في: 1- تشجيع الطلاب على الاستقلال في التفكير.2- تشجيع الطلاب على المناقشة وتبادل الحوار عند الاختلاف في الآراء. 3- إدارة حصص المراجعة بأسلوب العصف الذهني. إن نجاح المؤسسات التعليمية يتوقف على مدى إيمانها بفكرة الاهتمام بتعليم المتعلم كيف يفكر أكثر من الاهتمام بما يجب أن يفكر فيه، ولكي يتم ذلك يجب توفير بيئة تعليمية مناسبة من خلال المناهج الدراسية أو الإستراتيجيات المستخدمة في عملية التدريس. ومعنى ذلك أنه لابد من العمل على تفعيل برامج التفكير في المدارس والجامعات وهذا يمكن أن يحدث من خلال جلسات العصف الذهني، الذي يشجع التلميذ على العمل ضمن فريق واحترام آراء الآخرين، ويدعم الثقة بالنفس وهذا كله يشجع التفكير.ومن هنا ننادي بضرورة العمل على رفع مستوى طالب المعرفة والباحث العلمي، لكي ندفع بكل هؤلاء إلى التقدم في كل مجال، فهو المدخل الرئيسي لوعي عالمنا الذي نعيش فيه والذي يمكن وصفه بسرعة الحركة والتغير. وذلك أصبح حتميا لأن تعليم عمليات ومهارات التفكير يعطي الطالب إحساسا بالسيطرة الواعية على تفكيره، وعندما يقترن هذا التعليم مع تحسن مستوى التحصيل تتزايد ثقة الطلبة بأنفسهم في مواجهة المهمات المدرسية والحياتية.مفهوم مهارات التفكير: مهارات التفكير هي عبارة عن: عمليات إدراكية منفصلة، وهي لا تنمو بالنضج والتطور الطبيعي وحده، بل لابد أن يكون هناك تعليم منتظم وتمرين عملي متتابع يبدأ بمهارات التفكير الأساسية، ويتدرج إلى عمليات التفكير العليا. وتتمثل مهارات التفكير في التحليل الشامل للتلاميذ، والتركيب والتقويم، وتلك المستويات الثلاثة هي المتعارف عليها كمستويات عليا لمهارات التفكير وأن المعلمين تمكنهم تهيئة الظروف والمواقف الخاصة بذلك، لتنمية تلك المهارات، فمهارات التفكير العليا في التحليل النهائي معناها: قدرة التلاميذ على إتمام المهمات الصعبة التي قد تقابلهم أثناء عملية التعلم، وهذه المهارات تحتاج إلى عملية تكاتف كل هذه المستويات، سواء التحليل أو العمليات التركيبية أو التقويمية. ويرى التربويون أن مهارات التفكير العليا لا يمكن أن تنمو بالنضج والتطور الطبيعي وحده، ولا تكتسب من خلال تراكم المعرفة والمعلومات وحدها، بل لابد أن يكون هناك تعليم منتظم وتمرين عملي متتابع، ومتدرج يبدأ بمهارات التفكير الأساسية ويتدرج إلى عمليات التفكير العليا. فأي مادة دراسية تتضمن في داخلها، - كما أثبتت البحوث - الكيفيات اللازمة لأداء مهارات التفكير، فرغم اختلاف طبائع المواد الدراسية، فإنه يجب تطبيق تلك المهارات في مختلف هذه المواد، فمهارات التفكير ليست حكرًا على مادة دراسية دون غيرها وليست من طبيعة مادة دون غيرها، وإنما هي المعارف في أي نظام من نظم المعرفة. ومن الممكن تعليم مهارات التفكير من خلال مواقف تربوية واجتماعية ويمكن إدماج هذه المهارات ضمن محتوى المناهج الدراسية، ولكي يتم تعليم مهارات التفكير بنجاح تجب مراعاة ما يلي:* مساعدة الطلاب على تعديل أساليب تفكيرهم، بهدف اكتساب مهارات التفكير التي تناسب مستواهم العقلي.* توفير المناخ المناسب، والوسائل التي يستخدمها المعلم. ولأن هناك فجوة كبيرة بين عملية تعليم مهارات التفكير العليا بشكل نظري، وعملية تعلمها بشكل عملي، فالأساس تعلم التلاميذ لها بشكل نظري أولا.* الانفجار العلمي وثورة المعلومات، والأساليب والطرق الحديثة المستخدمة في التعليم مما يدعو إلى الدعوة إلى التفكير.تصنيف مهارات التفكير العليا: ويذكر التربويون أن هناك ستة مستويات معرفية، هي:* التذكر: وهو أقل المستويات تعقيدا في المجال المعرفي، وتعني تذكر المعلومات التي تعلمها سابقا.* الفهم: وهو قدرة التلاميذ على التعبير عن معلوماتهم في عبارات واضحة.* التطبيق: وهو القدرة على تطبيق الحقائق والمفاهيم التي تم تعلمها في مواقف تعليمية جديدة.* التحليل: هو القدرة على القيام بتجزئة المادة التعليمية إلى أجزائها ومكوناتها المختلفة، وإدراك ما بينها من علاقات ويعد مستوى التحليل من المستويات المعرفية العليا في التفكير.* التركيب: هو قدرة التلميذ على وضع أجزاء المادة التعليمية مع بعضها في قالب أو مضمون جديد، وهو على العكس تماما من التحليل، ففي مستوى التحليل يعمل التلميذ على تجزئة المادة التعليمية، بينما في التركيب يعمل على تجميعها في ثوب جديد.* التقويم: هو أعقد مستويات الأهداف المعرفية، ويُعنى بالتقويم الحكم على قيمة المواد التعليمية في ضوء معايير داخلية خاصة بالتنظيم وأخرى خارجية تتعلق بالهدف من التقويم.