15 سبتمبر 2025

تسجيل

وقفات

15 أكتوبر 2013

بالأمس كانت وقفة من أعظم الوقفات في العالم، وقفها آلاف من البشر من جنسيات متعددة ولغات مختلفة تردد كلمه واحدة: لبيك اللهم لبيك طلبا لرضا الرحمن والغفران رغم المشقات التى يعانونها للوصول الى الأراضى المقدسة وكل ذلك طمعا فى أن تنمحى كل الذنوب والمعاصى من صفحاتهم ويرجعون الى اوطانهم كما ولدتهم امهاتهم، وتعتبر هذه اللحظات من أهم الساعات التى يعيشها كل المسلمين، ليس فقط الذين ذهبوا اليها ولكن كل المسلمين فى كل بقاع الارض مشارقها ومغاربها.. وذلك ايمانا بأهمية هذه الايام التى تقبل فيها الدعوات مع الإكثار من النوافل وعمل الخيرات، وذلك لما لهذه الايام من نفحات ربانية ربما تصيب شخصا منا فتغير مصير حياته للابد من بركة هذه الايام وعظمتها فى قلوب المسلمين وتعظيما لكل شعائرها الربانية والمقدسة، ولكن اذا كانت هناك وقفات للمسلمين فى عرفات، فلذا يحتاج كلا منا ونحن فى أماكننا وقفات مختلفة فى كل جانب من جوانب حياتنا سواء الاجتماعية او الشخصية او العملية حتى لاتمر عظمة هذه الأيام دون ان تتغير لدينا العديد من السلوكيات التى لانرغب فيها سواء مع أنفسنا أو مع الأخرين وربما مع أنفسنا أولا، ومنها الاخلاص مع الله فى القول والفعل فى كل عمل نقوم به نحتاج الى الاخلاص.. فكثير من الاعمال التى يقوم بها الكثير منا ينقصها الاخلاص عند القيام بها وسواء كانت بأمور تتعلق بنا أو مع الأخرين، ويليها ومرتبط بها أشد الارتباط الاتقان حينما نقوم بالعديد من الأعمال وخاصة فى حياتنا اليومية والعملية نحتاج الى الاتقان وحب العمل لأن البعض يقوم بالكثير من مهامه التى تتعلق به كشخص او كعضو مساهم فى أسرته او فى مجال عمله بدون اتقان وكأنه عمل عادى يعتاد القيام به كل يوم وهذا ما يفرقنا عن الغرب فى هذا الجانب فهم يعشقون العمل ويتقنونه باخلاص حبا فى العمل نفسه ونحن نقوم به من اجل الاعتياد أو الراتب فقط، ولنا وقفة أخرى مع المسؤولية التى على عاتق كلا منا سواء كان شخصا عاديا او رب أسرة وبيت او مسؤولا فى العمل وجهة حكومية، فالمسؤولية مطلب أساسي فى تحمل العديد من المهام الاجتماعية او الادارية الموكلة الينا وليس منا من ليست لديه مسؤولية فكل منا على عاتقه هم كبير من المسؤوليات وسوف يسأل عنها ويحاسب عليها فلذا نحتاج أن نتقن مدى أهمية المسؤولية فى كل جانب من جوانب حياتنا لأنه لو اهدرت المسؤولية الفردية والمجتمعية فسوف تنهار العديد من المؤسسات الاجتماعية وفى المرتبة الاولى الاسرة ثم العمل ولو أجرينا وقفة أخرى مع انفسنا فى هذه اللحظات على الأمانة والتى فى رقبة كل منا وكيف يحافظ على هذه الأمانة سواء كانت فى الأبناء او المال وكيف يسخر كل جهوده الذاتية فى الحفاظ على الأمانة التى يمتلكها وان كانت فى الكلمة التى تصدر منه للاخرين من خلال الحوار او نقل حتى معلومه واحدة عن أى شخص جاءت سيرته فى الحديث مع الآخرين فنكون حريصين عليها لاننا لانعلم ما هى الأثار الناجمة عند خروج اى معلومات عن اى شخص نعرفه معرفة جيدة ولايعرفه الاخرين وحفظ الأمانة فيمن ولانا الله عليهم من عاملين سواء فى العمل او المنزل، لأن اليوم عمل بلا حساب وغدا حساب بلا عمل فلنعد حساباتنا الى هذا اليوم جيدا، وأما الوقفة التى يحتاجها كل منا ويأمل ان تتحسن الى الأفضل وهى الاحترام وفن التعامل مع الآخرين، فليس منا من لايحتاج شيئا من الاخرين سواء كان فى مجتمعاتنا العائلية او العملية سوى الاحترام وليس الاحترام من اجل المكانة الاجتماعية أو الاقتصادية او الثقافية التى يحتلها الشخص نفسه فى المجتمع ولكن نحتاج الى نوع اخر من الاحترام وهو الاحترام لانسانية الشخص نفسه فى المجتمع المبني على حسن الخلق والعلم والبيئة التى نشأ فيها والعطاء الذى يقدمه وليس الاحترام المبني على الكراسى التى نشغلها ولا القبلية التى يعانى منها الكثير منا مع الاخرين ودمرت علاقتنا الشخصية فى المجتمع والكثير منا لايحتاج سوى الاحترام لاغير من اجل تقديم أفضل مانملك فى الاسرة والعمل والمجتمع فلذا وبعد وقفة عرفات نحتاج الى وقفات كثيرة فى حياتنا وليس وقفة واحدة كانت بالأمس، ولكن نأمل بعد هذه الوقفة أن تكون لدينا كل يوم وساعة العديد من الوقفات وحتى لاتسحبنا الحياة الى اتجاه لانعرف ماهى نهايته ونحن قادرون على ذلك..