15 سبتمبر 2025

تسجيل

لماذا الأبارتايد لا والإبادة نعم؟ .. لماذا بورما يا الآسيوي؟

15 أكتوبر 2013

لا ينكر أحد أن تأهل منتخبنا الوطني للشباب الى نهائيات كأس أمم آسيا لما دون 19 عاماً، أتى عن جدارة واستحقاق، وذلك بعد تصدر مجموعته الأولى بأربع انتصارات متتالية، ليلتحق به أربع منتخبات عربية أخرى إلى النهائيات؛ وهي الإمارات، العراق، عمان بالاضافة الى اليمن (التي أنهت كواحدة من أفضل ثواني في جميع المجموعات)، لكن السؤال الذي يفرض نفسه على البطولة الآسيوية، هو عن سبب إعطاء الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، واختيار ميانمار لتستضيف البطولة القارية العام المقبل وهي الدولة التي مارست أبشع الجرائم بحق الأقلية المسلمة، والمسماة بشعب الروهينغيا، من خلال عملية الابادة من قبل النظام العسكري هناك، وتطهير عرقي ديني من قبل الأغلبية البوذية على المسلمين من خلال ذبحهم، تعذيبهم، تدمير بيوتهم وتشريد مئات الآلاف منهم، بالإضافة إلى تدنيس المساجد، مما دعا الأمم المتحدة الى اصدار تقرير عام 2012، معتبراً أن الروهينغيا هم أكثر الأقليات تعرضاً للاضطهاد في العالم. فصحيح أنه في عالم كرة القدم دائماً ما يفرض علينا التفريق ما بين السياسة والرياضة.. يسعى الاتحاد الدولي لكرة القدم جاهداً الى محاربة العنصرية، وعدم الاعتراف بالبطولات على أسس دينية وعرقية، ولكن في الوقت نفسه يتساءل المرء: أي طريقة اعتمد عليها الاتحاد الآسيوي لإعطاء بورما أحقية استضافة نهائيات الشباب، وهي صاحبة التاريخ في حق إبادة الأقلية المسلمة منذ غزو البورميون لمنطقة أرَكان في 1785 إلى يومنا هذا. فعلى الصعيد العالمي كانت هناك الكثير من المواقف من قبل الاتحادات القارية والفيفا نفسه على البلدان التي تضطهد الشعوب، كما حدث لإفريقيا الجنوبية، فعلى الرغم من كون اتحادها الكروي من أقدم الاتحادات في العالم أجمع، إذ تأسس عام 1892 الا أنه حرم من اللعب قارياً ودولياً ما بين عامي 1958 إلى 1992 بسبب نظام الأبارتايد، المستمر في الفصل العنصري ما بين البيض والسود، وطردت على إثرها جنوب افريقيا من المشاركة في اول بطولة لكأس أمم إفريقيا عام 1957 في السودان، بعد إصرارها على إشراك فريق كله من اللاعبين البيض. من هنا يتساءل المسلمون بل حتى البشرية ككل: لماذا هذا الأمر لا يطبق اليوم على ميانمار بل يعطيها فوق كل ذلك أحقية استضافة بطولة قارية، لفئة الشباب؟ فلماذا بورما بالتحديد يا الآسيوي؟