14 سبتمبر 2025

تسجيل

ماذا يجري في الخليج العربي

15 أكتوبر 2012

قلت وأكرر القول إن الخليج العربي ليس في أحسن حال، فمعظم دول مجلس التعاون تعيش في قلق واضطراب، إيران اللاعب الأقوى في المنطقة تجري مناورات عسكرية ضخمة لكل فروع قواتها المسلحة وتجري تجارب لتختبر فاعلية صواريخها على مشهد من العالم، قوتها البحرية تتضاعف فعدد غواصاتها تتزايد في الوقت الذي لا تملك دول مجلس التعاون الخليجي غواصة واحدة قادرة على التصدي للبحرية الإيرانية. إيران أثبتت تفوقها العلمي في مجالات الحاسوب وبرامجه، فهي اليوم متهمة بأنها اخترقت حواسيب كل من شركة أرامكو السعودية وكذلك فعلت بحواسيب المؤسسات الاقتصادية القطرية كما نقلت لنا الصحافة الخليجية. إيران تهدد " بالمياه القذرة " تقول مجلة ديرشبيجيل الألمانية إن الحرس الثوري الإيراني يخطط لإسالة كمية كبيرة من النفط في مياه الخليج العربي لإحداث بقعة سوداء في المياه الأمر الذي يؤدي إلى وقف الملاحة البحرية ويحول دون تصدير النفط إلى خارج المنطقة، الأخطر من ذلك أن دول مجلس التعاون كلها تعتمد على تكرير مياه الخليج الذي يجعلها صالحة للاستعمال الإنساني وكذلك الزراعة، وفي حال أقدمت إيران على تلويث مياه الخليج فإن المنطقة ستتعرض لأخطار انعدام الماء الصالح للشرب. وبعيدا عنا وعلى شواطئ البحر الأبيض المتوسط أي في لبنان أطلقت إيران (حزب الله) طائرة بدون طيار في اتجاه الكيان الصهيوني واستطاعت أن تخترق مجاله الجوي والوصول إلى أجواء مفاعل ديمونة النووي في عمق فلسطين المحتلة. إيران اللاعب الأقوى في حرب الحكومة السورية على شعبها بعد روسيا لأن سورية هي خط الدفاع الأول عن إيران يعينها ويشد من أزرها في هذه الحرب القذرة على الشعب السوري النظام الطائفي القائم في بغداد بقيادة نوري المالكي. (2) في هذه الأجواء ماذا تفعل أو فعلت دول مجلس التعاون مجتمعة أو متفرقة استعدادا لمواجهة الأخطار القادمة من الشرق؟ الصورة الواضحة عندي أن هذه الدول الخليجية لم تفعل ما يجب أن تفعله وفي يقيني أنها معتمدة على الحماية الأجنبية وقواها المتواجدة في المنطقة. الكويت في حالة اضطراب سياسي صراع بين المعارضة والموالاة وحتما ستقف الدولة إلى جانب الفريق الموالي ولو على حساب الوطن والشعب. هناك صراع على السلطة بين أفراد العائلة الحاكمة (آل صباح) لم تتسع دائرته بعد لكنه في طريقه إلى التمدد، تقول المصادر الإعلامية الكويتية إن الحكومة أقدمت على اعتقال أحد أفراد الأسرة الحاكمة وهو الشيخ مشعل المالك الصباح وسبب الاعتقال آراؤه السياسية المعارضة لآراء الأسرة الحاكمة في الكويت ومن انتقاداته " حصر الحكم في فرع واحد من أسرة آل صباح أي أبناء مبارك الكبير" وهذه أول شرارة قد تؤدي إلى اشتعال الموقف في الكويت. هناك صراع آخر يدور على الساحة الكويتية بين أطياف دينية سنة، شيعة، سلفيين، جهاديين، إخوان مسلمين، وفي الجانب الآخر ليبراليون، وعلمانيون، وديمقراطيون. إنه خليط اجتماعي مرتبك حتما سيقود إلى عواقب لا تحمد عقباها وستكون الكويت الخاسر الأكبر. (3) مملكة البحرين تعيش في قلق مما يجري على أرضها بين الحكومة والشعب. الشعب يطالب بالإصلاح على كل الصعد حتى لو أدى الأمر لإقالة أحد رموز النظام السياسي حتى ولو كان خيّرا، إلا رأس النظام وهو الملك فلا يجوز المساس بذاته، الشعب يطالب بالمساواة والعدالة دون تمييز بين المواطنين إلا أن التمييز يكون في صالح الأكفاء وليس غير ذلك، الحكومة تبذل الجهود لكي تقنع الناس بأنها تسير في طريق الإصلاح وتدعو إلى الحوار من أجل الإصلاح والناس ليسوا مقتنعين بما تفعل. حملة إعلامية في المجتمع البريطاني لصالح المطالبين بالإصلاح وكذلك أصوات متكررة في الولايات المتحدة الأمريكية. في خطاب الملك أمام البرلمان أشار إلى أن من يطالبون بالإصلاح فئة مضللة ويعملون على تشويه سمعة البحرين في الخارج وقال إنهم يحاولون الاستعانة بقوى خارجية للتدخل في الشؤون الداخلية، هذا الكلام يدلل على تفاقم المشكلة في البحرين ولا يدعو إلى إيجاد حلول توفيقية بين القيادة والشعب، ويجب أن تقتنع الأنظمة بأن اللجوء إلى الحلول الأمنية ليست مجدية. (4) لم تكن دولة الإمارات بعيدة عن الأزمات السياسية، حركة اعتقالات بين المواطنين كما أشارت وسائل الإعلام الإماراتية إلى هجوم إعلامي على ما يسمى بالإخوان المسلمين وأنهم يعملون لقلب نظام الحكم في الإمارات وسائر دول مجلس التعاون، جاء ذلك على لسان وزير خارجية الإمارات الشيخ عبد الله بن زايد وسبقه إلى تلك الاتهامات الفريق ضاحي خلفان الذي ما انفك يحذر دول مجلس التعاون من خطر حركة الإخوان المسلمين. والحق أن هناك خلايا نائمة وأخرى نشطة في بقية دول المجلس تترقب ماذا سيحدث في الدول التي أتيت على ذكرها. آخر القول: هل هذا جزاء ما فعلنا بالعراق الشقيق عام 2003؟