28 أكتوبر 2025
تسجيلقال سبحانه وتعالى عن الشهيد (والشهداء عند ربهم لهم أجرهم ونورهم) سورة الحديد هذا هو الجزاء وما أفضله من جزاء ممنْ لا تضيع عنده شاردة كل ما يعمله المرء منا يجده عنده إن كان خيراً مضاعفاً وهذا ما نريده فالشهيد عند ربه له مكانة كبيرة بالإضافة إلى ما يلقاه هو عند ربه من تلك المكانة العظيمة فقد قال عنه سيد الخلق محمد (ص ): من بين الذين لهم الشفاعة يوم القيامة الشهيد فهل هناك مكانة ومنزلة أكبر من ذلك وعلينا أن نحافظ على تلك المكانة حيث انهم لا شك بأنهم سيكون لنا نصيب عندهم من الشفاعة لنا في يوم يحتاج كل فرد منا لتلك الميزة التي حظي بها الشهيد الذي لقي ربه وهو من هؤلاء المحسوبين عند ربهم من الشهداء ويقول أحد الشعراء: لا تبـــكــه فــالـيوم بـدء حـياتـه إن الــشهيد يــعيش يـوم مـمـاتـه فلا يأسف كل من فقد غالياً عليه وهو يضعه حسب معرفته انه من هؤلاء الذين تنطبق عليهم هذه الصفة والمكانة وألا نستمر في العواء والبكاء عليهم فهم في منزلة يتمناها كل منا لذا لا بد من العمل من أجل أن نتمكن من الحصول على تلك المكانة وألا نعيش في دوامة البغض وطلب القصاص فهذا لن يشفي غليلهم بل يجب أن نعمل كما قال الشاعر عمر أبو ريشة: تـفضي البـطـولة أن نـمـد جسـومنـا جـسـراً فـقـل لــرفـاقنـا أن يـعـبـروا هذا هو الذي يدعو اليه الشهداء وذلك لكي تستمر الحياة وتبنى الأمم لا ان تهدم كما هو واقع في بعض المناطق التي يدعون أنهم يسعون لنصرة الشهداء إن الشهداء نصرهم هو أن تعبر لما كانوا هم يسعون له وقد حققوه لنا وجعلونا خلفاء من بعدهم من أجل أن نحقق لهم ما يريدون لوطنهم وأمتهم وشعبهم فهل ندرك هذا وكما قال عبد الغني العريسي: مجد الأمم لا يبنى الا على رؤوس الشهداء، فهذه دعوات لأن نواصل العمل من أجل تلك الفئة التي ضحت من أجل أن نعمر ونزين المواقع والساحات التي ستشهد لهم وتتعمر بذكراهم الطيبة لا بما يحدث من مآس وتراشق بحجة الدفاع عنهم فهم في غنى عن هذه الأشياء التي تحدث فهذه سوف تؤذي أرواحهم الزكية الطاهرة التي قال عنها الشيرازي: كن كشجرة الصندل تعطر الفأس التي تقطعها. من كتاب روائع الحكمة. فالشهداء لم يطلبوا منا القصاص لأنهم لو عادوا لفعلوا مثلما فعلوا بطلب الشهادة لأنهم ذاقوا حلاوتها فليحتسب أهلهم تلك المكانة ولا يسيروا نحو الجدل الذي لا يقدم شيئاً بقدر ما يؤخر وخاصةً عندما يتحول إلى مماطلة وسجال بين هذا وذاك، فحقهم محفوظ ولكم النصرة منهم والشفاعة في ذلك اليوم الموعود، والا تجعلوا من أفعالكم هذه ما قد يضيع جزاء الشهيد أو ينقصها فاليكن منكم رجل رشيد حتى لا يستمر الفساد الذي سعى الشهيد على إزالته ليعطي كل ذي حقٍ حقه وتعود لامتنا عزتها وكرامتها وأن تغيب عنا مثل هذه الأعمال التي لن يستفيد منها الا أعداؤها والمتربصون بها.