18 سبتمبر 2025
تسجيلسيتبادر إلى ذهن القارئ الشيخ عبدالله بن إبراهيم الأنصاري رحمه الله خادم العلم ورجل الدين الفاضل، وهو شيخ بكل ما تحمله الكلمة من معنى، ولا يختلف في ذلك اثنان من أهل قطر، أو الوزير المثقف والأنيق علي بن أحمد الأنصاري رحمه الله، لكنني هنا أقصد شخصية أخرى، شيخاً بأخلاقه ونبله وصبره، أستاذاً في الإدارة بالعلاقة الإنسانية، هو الأخ الكريم عبدالله الأنصاري الملحق الطبي لدولة قطر في المملكة المتحدة، الشيوخ ثلاثة: أعضاء العائلة الكريمة الحاكمة شيوخ العلم والدين والأدب ويطلق أهل قطر كذلك مسمى شيخ عَلى صاحب الخُلق وكريم النفس، المتواضع، الأخ عبدالله من هؤلاء، عرفك ام لمن يعرفك؟ لا يسأل من أنت حين تأتيه، ولا ما منصبك أو مكانتك، رأيت العديد يأتيه شاكراً ومودعاً بعد رحلة علاج طويلة وأتفاجأ بأنه لا يعرف حتى أسماءهم. قام بالواجب على أكمل وجه انطلاقاً من الحالة وليس من هو صاحبها، نموذج إنساني رفيع، الإدارة بالعلاقة الإنسانية، نمط من الإدارة لا يجيده إلا قلة، فضلت القيام بالواجب على الرياء، وفضلت العمل على الصورة والدعاية، حالات طوارئ عديدة شهدتها، تجد النجدة والمساعدة المباشرة في أي وقت من قبل الأخ عبدالله، مدحّه الكثيرون وهم جميعاً على حق، فهو أهل للمدح والثناء بلا شك لكنني هنا أؤكد على أهمية الناحية الإنسانية العابرة للفروقات الفردية التي تميز بها الأخ عبدالله دون العديد غيره. وجدت الأخ عبدالله يرى الدنيا وتقلباتها ولا يرى اللحظة الآنية وزهوتها، يدرك الضعف الإنساني ويتجاوز عن الغضب الآني، يشعر بنفسية المريض والمرافق وكأنهما من أسرته وعائلته، يتحامل لكي يجامل، يبتسم رغم مرارة الردود أحياناً، يصمت حتى يكمل المتحدث حديثه، عدد المرضى القطريين في لندن كثير، لكن علاقته الإنسانية تستوعبهم، من التاسعة صباحاً حتى الثالثة ظهراً وأحياناً بعد ذلك، والمكتب الطبي القطري خلية نحل لا تهدأ. أدعو للأخ عبدالله بالتوفيق في عمله في خدمة وطنه وأبناء وطنه، رمزاً إدارياً يحترمه الجميع بلا استثناء، كما أرجو أن يُكرم ومن هم على شاكلته من قبل الدولة كنموذج للمسؤول المتفاني في أداء رسالته ومهمته، سيظل في ذاكرة أهل قطر عقوداً طويلة بعد أن بصم المكان ببصمته الإنسانية، وسيحكي عنه الزمان بعد أن ملأه بصالح العمل في خدمة أبناء وطنه، لك كل الاحترام والتقدير يا شيخ عبدالله.