02 أكتوبر 2025

تسجيل

الموضة السريعة

15 سبتمبر 2021

مع تزايد جنون الاستهلاك في عصرنا الحالي، ظهر مصطلح جديد وهو "الموضة السريعة Fast Fashion"، والمقصود به هو التوجه الجديد لشركات الملابس في إنتاج ملابس جديدة بسرعة كبيرة، وتوزيعها وبيعها بأسعار زهيدة، وذلك لركوب أي موجة أو هوس لدى المشترين بشكل سريع. فلو شاهد الناس مثلاً على وسائل التواصل الاجتماعي بعض المؤثرين يلبسون قميصاً أصفر، فسيزيد الطلب على القمصان الصفراء، لذلك ستقوم الشركات باقتناص هذا التوجه الجديد وستطلب من مصمميها تصميم عدة أشكال منها، ثم ترسل هذه التصاميم لمصانعها لتصنيعها وشحنها بأسرع وقت للمتاجر، وبيعها للناس بأسعار معقولة حتى تتمكن من بيع أكبر عدد ممكن. ولكن بعد أسابيع قليلة قد تظهر موضة جديدة كالملابس البنفسجية، فتقوم الشركات بإزالة الملابس الصفراء من واجهات متاجرها ووضع الملابس البنفسجية، وهكذا. ومن أهم المتاجر التي تتبنى طريقة الموضة السريعة هي زارا (والذي أصبح مؤسسها من أثرى أثرياء العالم)، وH&M، وبريمارك، وغيرها. ولكن المعضلة هنا أنه خلال تصنيع واستهلاك هذه البضائع ترتكب الكثير من الممارسات المُضرة بالبيئة وتنتهك حقوق الإنسان. فهذه الشركات تصنع منتجاتها في الدول الفقيرة، ومنها مثلاً بنغلاديش (التي أصبحت ثاني أكبر مصدّر للملابس في العالم بعد الصين)، وتستغل ظروف الشعب الفقير لتسخرهم للعمل لساعات طويلة في ظروف صعبة وبأجور زهيدة. بالإضافة لاستخدام مواد رديئة مضرة للبيئة، والتي تتسرب مخلفاتها للأراضي الزراعية فتؤثر على المحاصيل. ناهيك عن أطنان الملابس التي يتخلص منها المستهلكون في وقت قصير. الحل الحقيقي والجذري يكمن بيد المستهلك، الذي ينبغي أن يكبح جماح استهلاكه وانقياده خلف كل موضة، بالإضافة لتشجيع المتاجر الصغيرة والمشاريع المحلية ذات الجودة العالية والقيم المراعية للبيئة وحقوق الإنسان، وبذلك ستغير هذه الشركات سلوكياتها. @khalid606