12 سبتمبر 2025
تسجيلستة عشر عاما نشأ فيها جيل عربي وإسلامي ومثلهم أمريكان وعالميون ولا تزال هجمات الحادي عشر من سبتمبر عام 2001، مؤقتا لساعة سنوية تدق فوق رأس العالم، لتذكر بما أطلقه جورج بوش الابن "إرهاب العالم الإسلامي"، ومن هناك بدأت خيّالة البيت الأبيض تطارد قوائم من المطلوبين العالميين تحوي أسماء لأشخاص يظهرون كل عام باسم جديد، ولم يكن العالم العربي أو الإسلامي ولا الغربي يعرفهم، وتنظيمات تم تفريخها بدعوى الجهاد لتتحول إلى التصنيف الجديد الإرهاب المستمر وحتى يومنا هذا، إذ احتفل دونالد ترامب ثالث رئيس أمريكي بعد غزوة نيويورك، لا تزال الملاحقة جارية ضد المسلمين.لقد وصل هوس القيادات العالمية بمصطلح الإرهاب حدّا جعل موازنات العالم تنهار من أجل مواجهة هذا الوحش المختبئ خلف جدار العالم الخفي، وكل دولة تفسره حسب مصالحها، حتى غدت تهمة الإرهاب أسهل من وصف لسائق متهور في شارع عمومي، ما مكن دولا محتلة ودكتاتورية أو منغلقة أو أنظمة مرتجفة تضع لائحة لأعمال جنائية ترقى لتهم الإرهاب وحتى التصنيف للمعارضة السياسية بات مدخلا لإلقاء تهمة الإرهاب على منتسبيه من الأفراد والجماعات وأهل الفكر المغاير، كما نرى في عالمنا العربي الذي بات "صندوق بانادورا" المليء بالشرور وإنتاج الإرهاب حسب التصنيف العالمي المزاجي في أغلبه، لتتحول حماس في نظرنا من حركة مقاومة لدولة محُتلة إلى إرهابية وحركة الإخوان المسلمين والحركات السلفية كذلك وغيرها من الحركات الأيديولوجية.اليوم تستيقظ مؤسسة الأمم المتحدة ودولا غربية وعربية للتنديد فقط بحكومة ميانمار الإرهابية وتطالبها بوقف المذابح ضد المسلمين الروهينجا، وتسخرّ مؤسسات حقوقية غربية من رئيسة الحكومة حاملة جائزة نوبل للسلام "أون سان سو تشي" التي تصمت برضى عن مجازر الجيش البورمي ضد المسلمين، وهم أهل وأصل الأرض هناك في أراكان، ومع هذا يخرج أبواق الحكومات من المتعلمنين العرب وأهل الديار من المسلمين المستثقفين الجدد خرجوا فجأة ليبرروا ما يحصل في بورما (وهو الاسم الأصلي)، على أنه خطة عالمية جديدة لصنع إرهابي جديد في جنوب شرق آسيا كي تتدخل الولايات المتحدة لمواجهة الصين وكوريا الشمالية، وهذه الأفكار ليست وليدة اليوم بل لها آباء صنعوها منذ ثمانينيات القرن الماضي، لتبرير غزو البلاد العربية والإسلامية.من حق الأمريكيين أن يحتفلوا بالذكرى السنوية الأليمة لحادث 11 سبتمبر، وأن ينظروا للعرب والمسلمين بعين الريبة والاتهام والخوف، لأن من هاجم الغرب في الولايات المتحدة وبريطانيا وأوروبا وقتل المدنيين الأبرياء، لم يفكر هو ومن خلفه حتى اليوم بتغيير النمط السياسي لأنظمة الحكم التي يعيش تحتها والتي تعتبرهم عبيدا لا مواطنين، وترى في كل عالم مسلم متنور خطرا على النظام، ثم يعتبرون أمريكا عدوهم اللدود فيما نحن من نُدخل أمريكا في غرف نومنا في كل مشكلة تقع بسبب وبلا سبب ونسمح لهم بغزونا وإهانتنا، لأننا لا نحترم بعضنا ولا نتعامل بفروسية في خلافاتنا ولا نريد أن نكون أمة، بل قبيلة تتفاخر على الأخرى. نحن العرب المسلمين بنظامنا السياسي المصاب بالانفصام وعقدة الخصام سبب مصائبنا، لأن مجموعة صغيرة تريد حكم الأمة بمعيارها المتخلف والسلطوي العنيف والتسلط المالي والفكري الذي أعاد بلاد العرب إلى عصر الظلمات، ثم لا أحد يريد أن يخرج من عباءة التاريخ المتخلف، فالفساد ينخر بناء غالبية الدول العربية، والكفاح كله ضد الهيمنة الأمريكية فيما نحن السبب في كل ما حصل ويحصل في بلادنا التي لم تعد تعرف الرحمة ولا حسن الجوار ولا حق المواطن في تقرير مصيره، ولهذا ستبقى مطاردة الإرهاب مفتوحة ضد عالمنا العربي إلى إشعار طويل.