15 سبتمبر 2025
تسجيليحمل التقدم التكنولوجي في وسائل الاتصال الاجتماعي. وجهين: الإيجابي. الذي يستغله المجموع. والآخر السلبي. الذي يستغله المجرمون واللصوص والأفّاكون ومروجو أفلام الدعارة لإفساد أعداد كبيرة من الشباب. باختصار شديد، لم تعد تُحتمل هذه الرسائل الإلكترونية. التي تنبئك بفوزك ملايين الدولارات! تضع بلوكا لها. وفي اليوم التالي. تفاجئك من جديد. أقسم بـالله. أن مجموع ما أكسبوني إياه من خلال الرسائل لن تكفيه ميزانيات دول العالم مجتمعة! فيوميا أتلقى ما ينوف على العشر رسائل من هذه. وعلى مدار سنوات. الغريب أن البعض يقع في حبائلهم. كعمّ لسكرتيرة عملت في عيادتي. حوّل لهم 1200 دولار استدانها. على أمل الفوز بجائزة عنوان بريده الإلكتروني بخمسة ملايين دولار. هذا الأمر ينطبق على وسائل التواصل الاجتماعي الأخرى. ومنها الفيسبوك. تصوروا أن أحدهم أوجد لي ابنا جديدا. توفي في أثينا في حادث سير. وأن في حسابه 90 مليون دولار. المدّعي وصّف نفسه وصورته كمحامية بريطانية عريقة. أرسلت عنوان مكتبها ورقم هاتفها الخلوي. وكان الابن المفبرك أحد موكليها. تستلم يوميا رسائل من مدعين بأنهم عاملو بنوك، أو أرامل توفي أزواجهن في حوادث سير، ولديهم الملايين، يريدونك المشاركة في استثمارها. في إحدى المرات تلقيت رسالة انتحل صاحبها اسم صديق عزيز، وعنوان بريده الإلكتروني. مدعيا أنه مقطوع في أحد المطارات. بعد تعرضه لسرقة فلوسه. وأنه بحاجة إلى مبلغ مالي كبير. اتصلتُ بهاتف صديقي. فوجدته على رأس عمله في إحدى الصحف في الشارقة. وعلى ذلك قس. هناك أيضا استغلال جنسي لأطفال وفتيات ونساء، تلاعب بالصور وتركيبها على صور خليعة، ابتزاز مالي لرجال، سرقة أموال واحتيال. وهناك ضحايا ترضخ لمطالب المبتزين والمحتالين! وأخرى تبلّغ الجهات الأمنية لبلدانها، كل ذلك عبر ما يجب تسميته بـ"الجرائم الإلكترونية"، وهي عبارة عن فعل إجرامي أدواته أو بيئته. الإنترنت والحاسوب ومعطياتهما.مرتكبو الجرائم الإلكترونية لا يأخذون بأي اعتبارات تتعلق بالضحية، والمهم لديهم تحقيق أهدافهم المتعددة، فقد قام شاب جامعي بمحاولة اصطياد طفلة. وعمرها عشر سنوات. فأرسل إليها طلب صداقة عبر أحد مواقع التواصل الاجتماعي، وطلب منها إرسال صورتها الشخصية فأرسلتها دون تردد، ليقوم بعد ذلك بتهديدها والطلب منها تصوير نفسها عارية مقابل عدم نشر صورتها في وضع بذيء على الشبكة العنكبوتية. لقد قرأتُ عن تعرض مجموعة من الأطفال للاستغلال الجنسي من مدرّسهم. بعد أن قام بإضافة حساباتهم على "الفيس بوك" وأصبح يتحرش بهم بطرق عدة. إلى أن وصل به الأمر لعرض مبالغ مالية عليهم مقابل ممارسة الشذوذ معهم. اكتشف الأمر عبر والدة طفل من المستغلين. وقامت بتبليغ الجهات الأمنية. تمت ملاحقته واعتقاله. مستدرجو فرائسهم من الفتيات يهدفون للحصول على المال باتباع أساليب عاطفية، أبرزها إغواؤهن بالزواج، فيسارعن إلى الثقة بهم وتلبية مطالبهم بإرسال مبالغ مالية. وصور لهن في المنزل. في حالة يكن فيها أقل احتشاما. لتتطور المطالب بعد ذلك إلى الابتزاز المالي الأكبر. للأسف، يقود الجهل المتفشي بين بعض الفئات إلى إيمان البعض بالسحر والشعوذة. كوسيلة لتحقيق السعادة والأهداف في الحياة، فبرزت وسائل إلكترونية تجتذب هؤلاء الضحايا من الجهلة. نتمنى على كل الجهات المعنية العربية. من وزارات مختلفة. كما وسائل الإعلام العربية جميعها. وبمختلف أشكالها. العمل على كشف هذه الجرائم. وتعدد أساليها من خلال التحقيقات الصحفية الأسبوعية (وهذه سهلة في تصوري). والقيام بحملات الوعي الضرورية لتحصين المواطنين ضد هؤلاء المبتذلين المجرمين. كما الاتصال مع إدارات وسائل التواصل الاجتماعي. لإيجاد حلول لهذه الآفة الإجرامية الخبيثة. لاستئصالها تماما من مجتمعاتنا. ووقف كل العناوين المروجة للأفلام البذيئة.