14 سبتمبر 2025
تسجيلالإجابة: نعم.. تم ذلك في يوليو 2013.... نلحق "نعم" بالقول انها طبعت وجودها بينهم وبيننا شاؤوا أم أبوا، شئنا أم أبينا.انها سفارات اسرائيل عبر "تويتر" وهو يجري على ما يسمى في مستجدات علم الإعلام الرقمي اليوم بـ"Twiplomcay" أي الدبلوماسيّة الرقمية عبر تويتر.قامت وزارة الخارجية الاسرائيلية بإنشاء حساب رسمي لها على تويتر israelintheGCC@ "اسرائيل في دول الخليج العربي" الذي يطلق تغريداته للجمهور الخليجي باللغتين العربية والانجليزية. وقد صدرت الحساب بأنه "سفارات افتراضية" موجهة إلى سكان الخليج نظرا لعدم وجود علاقات معها بهدف إيجاد قناة لتشجيع الحوار بين إسرائيل وسكان الخليج. وتناول الإعلام الغربي هذا الحدث فصدرت الـ "بي بي سي" BBC، خبرا صحفيا لها في 23 يوليو 2013 بعنوان:"Israel opens Gulf "Virtual Embassy""اسرائيل تفتح سفارات افتراضية في دول الخليج العربي"..الدبلوماسية الرقمية التي تجنبت جزءا كبيرا منها خارجيّات دول الخليج ودبلوماسيوها أو تأخروا عنها — حتى في عدد مهم من المجالات السياسية التي ليست فيها علاقات مقطوعة — وحذقها غيرهم، لا تحتاج إلى بروتوكولات سياسية او اتفاقيات، ولن تتعدى سوى الضغط على زر بسيط يشكل حسابا رسمي، ولكن لا بد قبله من ان يخطط ويدار بذكاء رقمي إعلامي وسياسي، فالإعلام والسياسة وجهان لعملة واحدة بل اصبح إعلام العصر الرقمي بديلا عن الهيئات والمنظمات السياسيّة.ولأن الشيء بالشيء يذكر نشر تقرير يوم 13 سبتمبرالجاري في Jerusalem Post نصح فيه خبير إسرائيلي في مركز بيغن - السادات للدراسات الإستراتيجية، باهمية تحسين العلاقات مع السعوديين بذريعة التهديد الإيراني النووي للاثنين، على ان يتم ذلك بهدوء وبإبعاد تلك الاتصالات عن وسائل الإعلام. الباحث ركز على السعودية لأنها مدخل اسرائيل الأكبر للعالم الإسلامي الذي يعد تطبيع علاقاته معها من المحرمات.الباحث لفت الانتباه إلى استراتيجية سياسية واضحة وهي التي نعلم أن أمريكا تبنتها، وفوقها الكيان الصهيوني المسير لقراراتها وحلفاؤها الاوصياء علينا في الوطن العربي، باستغلال بث الفتنة بين السنة والشيعة كمسلمين اولا حسب قوله: إن الولايات المتحدة ترى أنه من الأفضل جعل كل من السنة والشيعة يكبحان جماح بعضهما البعض، عبر إحداث توازن بين القوتين، ثم طرح اهمية التوازنات عبر "اسرائيل"، والذي وصفه بانه الحل لإحداث تقارب بين إسرائيل والسعودية ومن ثم دول الخليج. استراتيجية التمكين الاسرائيلي هذه تذكر بالخطة التي نفذتها في مصر حتى تتحالف مع "الشيطان" فوق التطبيع السابق، وتحسب أنها تستطيع تنفيذها في الخليج.الباحث ذكر استراتيجية متبعة وهي خطيرة، وقد حللها الكثير من العرب في وصف ما يحدث حاليا من قلب الوطن العربي رأسا على عقب، ببث جماعات متطرفة كـ (داعش) علقت على اسم الاسلام السني وهي من صنيعة المخابرات الأمريكية الاسرائيلية حتى وفقا لكثير من المحليين الغربيين، ولكن عندما يتم وصفها من قبل المحللين العرب يتم وصمها بـ"لنظرية المؤامرة".إن نتائج تسييس الجماعات بايديولوجيات سياسية وتمكين جماعات اخرى تابعة لإيران وموالية لها، اتضح مداها فيما افرزته الاحداث من خلق فتنة كبرى في الوطن العربي بين المسلمين انفسهم "سنة وشيعة"، حتى بين لُحمة شعوب دول وادعة بتكرار مشهد داعش بأطياف متعددة، هذا بعد تهييج الفتنة سلفا في العراق وتسليمها للميليشيات الإيرانية بعد أن كانت طوائفها نسيجا عربيا واحدا.التكتيك السياسي في اشعال حرب سنية شيعية للهيمنة على المنطقة وتقسيمها واضح، فضلا عن تمكين الكيان المحتل عربيا، بتضليل ماهيّة العدو المحتل المزروع في قلبنا، بعد ان اصبحنا اعداء انفسنا لأجل أمنه ليسهل التصافح، وفيه ذكر الخبير ايضا أن "وزارة الخارجية الإسرائيلية تتواصل مع دول الخليج عبر وسائل التواصل الاجتماعي" خلاف الواقع.هذا فضلا عن سفارة تويتر الضمنية، فلماذا قررت اسرائيل فتحها على تويتر في دول الخليج على وجه الخصوص؟الإجابة باختصار، لأن الشعوب تُخاطَب باللغة والأداة التي تحترفها، حيث يشكل "تويتر" أكثر منصات التدوين نموا على الصعيد الخليجي إذ تدلل تقاريره السنوية على زيادة في عدد ناشطيه تعدت 54 % منذ مارس 2014. بل جاءت السعودية في الموقع الأول في استخدام تويتر عالميا وفقا لاحصائية (BI Intelligence)، وتصدّرت النسبة الأعلى عربيا، تليها الكويت ثالثا على مستوى الوطن العربي ثم الامارات ثم مختلف دول الخليج، في مواقع متقدمة وفقا لتقرير الإعلام الاجتماعي العربي لعام 2014.اسرائيل استخدمت تويتر ولم تكتف فقط بالحسابات الرسمية لخارجيتها ومؤسساتها، أو تتبع من تريد تتبعه على تويتر، بل خلقت قناة خاصة حتى تسهل عملية قراءة الدول والشعوب رسميا وشعبيا، ومن ثم تطبيع العلاقات افتراضيا فتسهل واقعيا، فيما يميّع قضيتنا المصيرية ويميّع حمية النشء في دفاعه عن أرضه ومقدساته. ومن ثمّ تكتمل خطة إدخالها علينا خليجيا رسميا بشكل تحالف شيطاني بذريعة أدواتها، التهديد إلإيراني من جهة وداعش من جهة أخرى.يوم أمس أفقنا على خبر مؤلم حيث اقتحمت القوات الإسرائيلية المسجد الأقصى لليوم الثاني على التوالي، فاعتقلوا عددا من المصلين واعتدوا على آخرين، هذا بعد اقتحام واعتداء الأحد بالتزامن مع حلول عيد رأس السنة العبرية، في حين أن العالم العربي تم اشعاله في فوضى غير خلاقة وتم تصفيته في مستنقعات طائفية جرّ إليها قسرا.فرّق تسد مقولة مدركة في السياسة والفرقة اليوم طائفية بين لحمتنا، ولم يطل الكيان الصهيوني من هذا الخريف سوى التنعّم بالأمن والأمان لهتك المقدسات الإسلامية وتصفية فلسطين من اهلها، والتربع على أشلاء المسلمين بضغط ايقونات الفتنة هنا وهناك، وفي دولنا، عبر أذرعهم الدولية السياسية أولا ومن ثم عبر الحسابات الاجتماعية، دون الحاجة الى مراسم دبلوماسية. ما يثلج الصدر فقط هو قيام الناشطين العرب والمسلمين على تويتر بفضح هذه الانتهاكات ورفضها، عبر طرح عدة وسوم حول #الأقصى، وهنا يتوجب المزيد من الوعي في كيفية استغلال وسائل التواصل الاجتماعي لخدمة قضايانا والرد على اعدائنا، دون تحويلها إلى ساحات قتالية داخلية بيننا تعد من إفرازات تويتر السلبية بين العرب.وأخيرا وعلى نهج "من تعلم لغة قوم أمن مكرهم"، إذا أردت التعرف على المجتمع الإسرائيلي فما عليك الا ان تفتح حسابا على الفيسبوك، حيث يشكل الفيسبوك في اسرائيل اكثر ادوات التواصل الاجتماعي استخداما ونموا. والمهم أولا ان تتقن الجهة المؤسسة للحساب أو الفرد اللغة العبرية فوق الإنجليزية، وهذا ليس صعبا. فلا بد ان يتم التعامل معها باسترايتيجيات مختلفة خصوصا وسط المؤثرات الرقمية المتجددة.فهل سيتجاوز الفيسبوك خليجيا العلاقات الاجتماعية ليقرأ العرب عدوهم الأول افتراضيا؟ أم سنظل مفعولا به غير لاعب في السياسية الدولية الاستراتيجية بعيدة المدى؟!ثوار مصر —وهم الأكثر استخداما للفيسبوك عربيا— أدركوا قوة الفيسبوك في مجتمعاته مبكرا فقالوا هاتفين عام 2011 "فيسبوك على كل ظالم!!"، فهل سنعي درس الحروب الرقمية على اسرائيل كما تحذقه؟