16 سبتمبر 2025
تسجيلقد كانت بداية عام جديد ومعه بوادر الخير بالجهود الأمنية والجنود الخفية، والتى تعمل بشتى جهودها الذاتية والمجتمعية من أجل حصول المواطن والمقيم على أعلى درجة من السلامة والأمن والاستقرار من كل الجوانب المحيطة به، ومهما تناولت الأقلام فلن يكفيها البحر حبرا لترصد حجم الجهود المبذولة لتقديم أفضل الخدمات، تحفظ للمواطن كرامته وأمنه وسلامته في قطر، وربما نعلم مدى النعم التى نتنعم بها جيدا مجرد خروجنا من الوطن ونرى ما تعانيه الشعوب الأخرى من انعدام الثقافة والوعي المجتمعي والأمن والسلامة، وكل يسير على هواه في حركات السير ولا توجد ثقافة بأهمية السلامة المرورية ولا احترام للقانون ويكاد تركيز الجهات الأمنية على ترسيخ الثقافة المرورية واحترام قواعد السلامة على الطلاب بالمدارس من خلال بروشورات ودورات وبرامج هي مبادرة رائدة، وبالأخص أن الأطفال والطلاب في هذه المرحلة يتقبلون كما كبيرا من الثقافة وقواعد الاحترام وحفظ السلامة، وخاصة إذا كانت مصاغة بأسلوب وصياغه تربوية واجتماعية وترفيهية ترسخ في أذهانهم، ولكن المشكلة تكمن لدينا ليس مع الأطفال فقط، ولكن في البيئة الأسرية والمجتمعية التي يسكنها هؤلاء الطلاب وتحتاج إلى كم هائل من تعديل سلوكياتهم وثقافتهم، ابتداء من الوالدين واللغة التي يتحدثون ويتباهون بها أمام أبنائهم أثناء حركات السير المرورية، وعلى سبيل المثال، وهو يقود السيارة وأسرته معه وكان مسرعا عند حد معين في قيادته، وفجأة يقوم بالتهدئة أمام أحد الردارات المفاجئة ويشاهد أسرته هذا السلوك الصادر وعدم التزامة بوضع حزام الأمان، وعند رؤيته أحد أفراد الشرطة فيقوم بوضعه أمام أبنائه أو يتحدث بالهاتف الجوال أو يضع أحد الأطفال معه على رجليه أثناء القيادة ويقوم بتعديل وضعيته، مجرد رؤيتة أحد أفراد الشرطة، ويليها التباهى بأنه يقود السيارة بسرعه فائقة وغير مهتم ولا يبالي بالردارات والمخالفات المرورية بسبب السرعة أو سلوك مروري مخالف، وناهيك عن الوقوف المخالف، وهو يتباهى بهذه السلوكيات أمام أبنائه الصغار وأسرته بأكملها وغيرها من السلوكيات، ومن المؤلم أنك تجدهم في دول أوروبية ملم بكافة القوانين المرورية للدولة المتوجه إليها وحريص على الالتزام المروري، تخوفا من العواقب، وهنا تبدو لنا عديد من الأسئلة، وهو هل فكر العديد من الآباء والأسر في حجم الآثار الناجمة على السلوكيات الخاطئة الناجمة عن قلة الوعي الثقافي ويكون الضحية بالمقام الأول هم الأبناء، وذلك لتلقيهم سلوكيات وثقافة مدمرة لهم عند الكبر ونتفاجأ بالحسرة والألم عند وصول الأبناء إلى سن الرشد والشباب ونفقدهم بسبب الحوادث المرورية في ريعان الشباب ولا نعلم أننا كنا عاملا أساسيا في وفاتهم بسبب قلة وعيهم وثقافتهم باحترام قواعد السلامة والقانون، ويليها الفجوة الكبيرة ما بين الجهود التي تقوم بها الدولة من حملات التوعية والتثقيف المجتمعي بأكمله، وما بين ثقافة الأسرة والمجتمع المبني على سياسة الترفيه والتدليل من زواية أخرى، ولذا نحن بحاجة ماسة إلى ثقافة شاملة تشمل كل فئات وشرائح المجتمع وتكون على رأس القائمة الأسرة ودورها في توعية الأبناء باحترام القانون وقواعد السلامة المرورية من أجل خلق بيئة صحية خالية من الحوادث والإعاقات المتعددة لكثير من الشباب، فمنهم من فارق الحياة في ريعان الشباب، ومنهم من هو على كراسي متحركة، والبقية تأتي إذا لم تتغير ثقافة الأسرة بأكملها كأحد العوامل الأساسية في بث ثقافة خاطئة وتعقبها البكاء على ما مضى وبعد خسارة الأرواح أو نلقي اللوم على الطرق أو الجهات المسؤولة وغيرها من الأسباب الجانبية، ولا نعلم أننا الأساس في أي كوارث قادمة، ولذا فنحن بحاجة ماسة إلى التغيير والتركيز على ثقافة الأسرة بشكل صحي وثقافي والتركيز على السلوكيات الاجتماعية الصادرة منا بشكل دقيق أمام الأبناء، ويليها التعاون مع الجهات التربوية والأمنية والإعلامية والثقافية بترسيخ ثقافة مرورية آمنة من خلال البرامج المشتركة واحترام القانون بقواعدة وآدابه، حتى تخلو مجتمعاتنا من كافة ألوان الحوادث المؤلمة وخسرنا منها العديد من الأرواح بسبب قلة الوعي، وحتى يتم الاستفادة بكل الطرق من كل طرق الإرشاد القانوني والمروري، بما يحفظ مجتمعاتنا وأبناءها من الحوادث وغيرها، وتتنعم دولتنا الحبيبة بأعلى درجة من الصحة والسلامة المرورية، والتي يتم تسخير ميزانيات مالية طائلة لحفظ سلامة المواطن والأمن والسلامة المرورية والأمنية.