17 سبتمبر 2025

تسجيل

وجوه مختلفة

15 سبتمبر 2013

لغة غريبة وأناس مختلفون. لا تجمعنا بهم سوى الإنسانية. قد لا نفهم ما يقولون ولكن قد يشعرون بنا أكثر من القريب. لوحات صغيرة. رسمت بداخلها وجوه غريبة. كل وجه يعاني من آلام مختلفة. قد يكون ذلك الحنين هو ما عكس الحزن على تلك الوجوه. حنين لشخص عزيز. أم مكان اعتراه الشيب من الذكريات. لوحة أخرى ووجه آخر يتأمل من بعيد. لا شعور به سوى آمال مجمدة. أو رؤية مستقبلية لحياته أبت أن تتحقق. وجه أبكاه الزمن. وبانت عليه مثقلات الأسى.. فرسمت على أرجائه تجاعيد الانتظار ذلك الانتظار الذي في معظم الأحيان يوجع أكثر من الفراق!! أوراق متناثرة على الرفوف.. وقد غطت بحروف ساح حبرها مع مرور الزمان.. أنين يخالطه شوق.. احتضار يصارع الحياة.. وقد رسمت على تلك الوجوه حزنا لم يمت بعد... وجه آخر. وقد رسمت به العينان اللتان فارقهما النظر. ولِمَ فارقهما؟؟ فارقهما منذ أن انصدم بهؤلاء البشر. فلم ينفك عن البكاء. إلى أن حان الوقت لاختفاء البصر. ووجه رسم في لوحة أخرى ولكن بشكل قبيح.. وجه بملامح الغدر والخبث. سواد قلب صاحبه قد اعتلى تضاريس وجهه.. فهوى في نيران الحقد. وآخر قد بان على ثنايا وجهه عدم اكتراثه للحياة. فيعيش بلا هدف. بلا طموح. يعيش من أجل أن يشاهد فقط!! دون أن يتألم لألم الآخرين.. فأصبح بلا مشاعر.. وجوه ووجوه أخرى. وعناوين مختلفة. كلها قد جمعت وسط حائط في مدينة بعيدة.... في لوحات متفاوتة الحجم. وخالية من الألوان عدا الأبيض والأسود... ولكنها لم تخل من التعبير... وقد عكست ما يعانيه الآخرون.فأصبحت مختصرة وخاضعة تحت عبارة "هذه هي الحياة وهؤلاء هم البشر".