14 سبتمبر 2025
تسجيلشعرت بغصة كبيرة في داخلي وأنا أتلقى تلك الرسالة الهاتفية برحيل الناقد المسرحي حسن حسين إلى مثواه الأخير في مقبرة أبو هامور، خنقتني العبرة وأنا أستذكر تلك الأيام التي عشت فيها مع الأب والأخ والصديق ليس لي أنا وإنما للجميع لكن معرفتي به كانت عبر الكشافة وتلك الرحلة التي شاركت فيها إلى المملكة العربية السعودية قبل أن ألتحق بالعمل الثقافي مشاركا في العمل الفني والثقافي، فقد كان الناقد حسن محبا للجميع ويعطف على الصغير قبل الكبير، وعندما يكتب نقدا على أي عمل فإنه يراعي الكثير من الأمور وإن كان يقول الحقيقة ولا يخفيها من منطلق مقولته الدائمة " الاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية " لاشك أن رحيل ناقد كبير متخصص في مجال النقد المسرحي أمر صعب علينا نحن الذين نقرأ لكاتبنا الكبير عند تقديم أي عرض مسرحي وبتلك الرؤية النقدية الأكاديمية عبر تخرجه من المعهد العالي للفنون المسرحية بالكويت، وكيف أسهم في العديد من الفعاليات وتسلمه المركز الشبابي للفنون المسرحية وكيف كان فاعلا حتى تم تسليم الراية للفنان محمد البلم حاليا، ولعل هذا الحضور الكبير من الأصدقاء للراحل أغلبهم من الساحة الثقافية والفنية وهذا ما أبكاني كثيرا وأنا أنتظر عمليه الدفن التي تتم للميت، كلنا في يوم ما سنكون في هذا المكان وطريق أبو هامور مفتوح للجميع لكن السؤال متى؟ علمه عند الله، يحسن خاتمتنا وأن يكون رحيلنا عن هذه الدنيا قد قدم لمجتمعنا الكثير مما هو مطلوب منا، فعندما يرحل شخص في حجم الناقد حسن حسين فإن الحزن يكون كبيرا داخل قلوبنا ومشاعرنا إلا أنها سنة الله نمر فيها، ولادة عطاء ورحيل لذلك يكون الحزن كبيرا عندما نفقد تلك الشخصيات المؤثرة في حياتنا، فحسن حسين بعطائه في الساحة الثقافية القطرية يشكل ظاهرة فريدة وذلك عبر الأعمال التي قدمها طوال فترة حياته سواء في مجال النشر كما أنه شاعر فكتب عددا من الأغنيات مثل "احصية على احصية" والتي غناها الفنان محمد جولو، إن هذا الجيل قدم للمشهد الثقافي الكثير وبذل من الجهد الكثير في سبيل أن يكون رقما صعبا وبالفعل كان لابد أن يكون هناك توثيق لحياته وطبع أعماله الأدبية في مجال النقد وفي مجال الأدب فهناك نصوص مسرحية ونصوص شعرية وأعمال أدبية أخرى كان يعكف عليها إلا أن المرض لم يمهله كثيرا حتى ينجزها وتصل إلينا، كما أنه وعبر كتاباته في "الشرق" كان يتناول شخصيات قطرية أسهمت في الساحة الثقافية، فكتب عن الرعيل الأول الذي أسهم في إنشاء وتأسيس فرقة الأضواء الموسيقية وبعد ذلك فرقة مسرح الأضواء وحاليا فرقة الدوحة المسرحية الذي كان أحد أعضائها المميزين، وجوده في المشهد الثقافي، رحمك الله يا أبو عبد الله وأسكنك فيسح جناته وألهمنا نحن الصبر والسلوان على رحيلك. مرواس خاص: ألمني كثيرا الخبر الذي انتشر في المواقع والبلاك بيري عن وفاة الفنان غازي حسين وهو أمر محزن أن يتم ترويج مثل هذه الأخبار.