18 سبتمبر 2025

تسجيل

بُشرى!

15 أغسطس 2023

تخيل شعورك ونسائم باردة تتسلل إلى نافذتك وأنت تشرعها في صباح يوم صيفي حار، أو استشعر معي وأنت تخطو على مهل في طريق مظلم يفاجئك ضوء من أحد جوانب ذلك الطريق المعتم. هذا هو الخيال الجميل الذي ينتزعنا من يأس أفكارنا إلى فسحة الأمل التي ننشدها دائماً، وهذه هي اللمسات الحانية التي تنتشلنا من عثرات حياتنا ومحطات فشلنا في الحياة، لتُهدينا مساحات الخير والسعادة دائماً. الاستبشار بالخير هو واحد من أهم صفات المؤمنين التي تتطلب الاستئناس والارتياح والتحبب وبث الأمل في القلوب، والبعد عن أساليب التنفير ودواعي الانقباض من الأمور كافة، كيف لا وقدوتنا وحبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم استخدم التبشير مع الجميع فكان يقول: يسروا ولا تعسروا، وبشروا ولا تنفروا. عندما أتحدث عن التبشير فأنا أتحدث عن أسلوب تعامل، وطريقة حياة، وأسلوب تربية، كم من أب وأم استخدما التبشير في حواراتهم مع الأبناء ليؤكدوا لهم أن الخيار الذي يقترحونه عليهم هو الخيار الأفضل؟. وكم من مسؤول في عمل استخدم أسلوب التنفير في تعامله مع الموظفين فبات الخوف محل الاحترام، والملل بديلاً عن الشغف!، وكم من واعظ استخدم البشرى في حديثه وخطاباته عبر المنصات المختلفة لينجذب إليه بعد ذلك الصغير قبل الكبير، ويحرص على الاستماع له ومتابعته الجميع؟. وكم أستغرب من طبيب يسد أبواب الأمل في وجه مريض لجأ إليه بعد الله ليُضمد جراحه ويهديه أملاً من يأس الجِراح، فأصبح له سماً بدلاً عن البلسم، وبعيداً عن تلوين الأحداث فذلك المريض بحاجة لتعامل وكلمة وفكرة تجعله ينهض من جديد، وبشارة خير تدعوه من خلال علاج قد يكون هو الضوء المُرسل له من الله لحياة جديدة. كم من شخص حولنا يقبل لنفسه أن يكون مصدر شؤم وإحباط وتنفير لمن حوله؟ كم منا قتل همم الآخرين بكلمة، في حين أشعل أحدهم شرارة العطاء بكلمة أخرى مليئة بالبشارة والمسرات. أن تكون عزيزي القارئ مصدر إيجابية وخير وتفاؤل من خلال كلماتك وتصرفاتك، ليس خداعاً لنفسك وللآخرين بل هو مصدر لاستنهاض الهمم وإحياء النفوس، ونشر المعروف بين الجميع، الإنسان الإيجابي هو من يعمل كمحفز للتفكير الإيجابي، ومحفز على السعي لتحسين أنفسنا ومن حولنا ومجتمعاتنا. صوت: كن مفتاحاً لأبواب الخير، وتذكر بأن هذا الباب الذي فتحته لغيرك سيكون في انتظارك في محطة لاحقة من حياتك، وكذلك البُشرى والكلمة الطيبة ستعود لك ولو بعد حين ودمتم بألف خير.