14 سبتمبر 2025

تسجيل

سبــــبٌ مقنــعٌ للطــلاق !

15 أغسطس 2022

كنا قد حضرنا حفلتها بصفتها صديقتي المقربة وهي في نفس الوقت صديقة العائلة ووالدتي تعدها ابنة رابعة لها، بينما أخواتي لا يرينها سوى شقيقة لي ولهن وكم فرحنا حين علمنا بموعد الحفل فكنت معها خطوة بخطوة في جميع تجهيزات حفل (تلبيس الشبكة والخواتم) الذي أعقب حفل القران البسيط الذي مضى منذ شهر ونصف تقريبا ولذا كان حفلا جميلا وأنيقا فرحنا لهذه الصديقة والأخت بينما حُفّت الأمنيات الصادقة لها بأن تمضي بسعادة لحياة زوجية موفقة بإذن الله اختارت لها أن يكون حفل الزواج بسيطا كذلك خاليا من مظاهر العبث والتبذير وما وصفته بـ (الفشخرة الكذابة) الذي لن يرفع أو يقلل منها في شيء وأن تبدأ حياتها الجديدة بالبركة التي باتت معظم الفتيات اليوم لا يلتفتن لها وتصر كل واحدة منهن على إقامة حفل زفاف يغلبه البذخ والمظاهر والكماليات، لكن صديقتي هذه لم تكن منهن من حسن الحظ رغم إمكانيات زوجها الكبيرة في أن يقيم لها حفلا أسطوريا ولكنها فضلت أن يقتصر زفافها على الأهل والأقارب والأصدقاء من جانب العروس والمعرس وبالفعل كنا قد بدأنا معها في رسم خارطة الحفل ضمن هذا الإطار المبسط حتى فاجأتني باتصال منذ يومين وتحديدا بعد صلاة المغرب وتطلب مني الحضور فورا لها وكان صوتها مختلجا لم أسمعه هكذا من قبل فقمت على عجالة وقدت سيارتي ورأسي يدور بألف ظن وظن وبألف شك وآخر حتى وصلت فسلمت على والدتها الطيبة التي استقبلتني بابتسامتها الحنونة ثم أشارت لي بأن أصعد للأعلى لأعرف ماذا أصاب (العروس) والتي لم يتبق على حفل عرسها سوى 4 شهور فصعدت بسرعة خاطفة ودخلت غرفتها وما إن رأتني حتى ابتدرتني بالقول أريد الطلاق! نعم؟! ماذا؟! ما السبب؟! لماذا؟! وأسئلة صببتها عليها مثل السيل يحمل كل سؤال ألف علامة استفهام ومثلها علامة تعجب فكما كان يظهر عليها أنها كانت متوافقة مع زوجها وبينهما تفاهم في كل الأمور فما الذي استجد يا هذه؟! فأجابتني إنه لا يحترم والدته ويهينها ويرفع صوته عليها بينما لا تقابله والدته إلا بالدعاء له بالهداية، فقلت لها إنني أتذكر والدته في الحفل يبدو عليها الطيبة كما أن والدتها ووالدتي امتدحنها كثيرا بعد أن جلستا معها طيلة الحفل، فقالت لي بالفعل هي طيبة جدا ولطالما حدثتها بأسلوب الأم الحنونة التي لا تفرق عن والدتها الحقيقية فأجبتها بأن عليها ألا تتسرع حتى تتضح الأمور أكثر، فقالت لم يعد هناك أي مجال للانتظار للانفصال عنه، فأنا لاحظت في الحفل أنه كان ينهرها حينما أحبت أن تعطيه بيدها (الشبكة) ليلبسني إياها وكيف نظر لها نظرة غضب، ثم كنت ألاحظ حينما أكلمه بالهاتف فيستأذن مني وأسمع منه أسلوبا لم أسمعه قط لابن يخاطب بهذا الشكل والدته، وتكرر الأمر كثيرا، فأنا لا أتحمل أن يكون زوجي عاقا لوالديه لا سيما أمه وقد حاول أن يعطيني أعذارا واهية لسبب هذه المعاملة القاسية لوالدته ولم أقتنع بها، بل إنه من الجنون أن يقتنع أي شخص بأسباب العقوق مهما كانت كبيرة وجوهرية في نظره وعليه لا أظنني قادرة على الاستمرار معه خصوصا مع شهادة أختي الكبرى بأنه منذ مراهقته لا يميل لوالدته التي حاولت أن تربيه تربية جادة وليس بتدليله كما كان يفعل والده، رحمه الله، منذ نعومة أظافره، وقد صليت صلاة استخارة لأكثر من مرة اختلف تأثيرها كما كان قبل أن أوافق على الارتباط به. وبالفعل تم الفراق بهدوء ورأيت ضحكتها واسعة وتشعر براحة عميقة لأنها لم تكن تتخيل سوى أن تعامل والدة من يقترن بها إلا كما تعامل هي والدتها فهل ترون أن سببها كان مقنعا لتصر على الطلاق؟! بالنسبة لي وما شهدته فهو سبب مقنع جدا ولا يجب الاستخفاف به مطلقا!. [email protected] @ebtesam777