11 سبتمبر 2025
تسجيلوصلني عبر الوتس اب رسائل من أقاربي وأصدقائي من إحدى الدول المجاورة، رسائل تحتوي أفلاما وصورا لأحداث في قطر، مستفسرين عن مدى صحتها، وإن كان الوضع آمنا ومستقرا، فقمت بطمأنتهم، وبينت لهم أن هؤلاء هم أبناء قطر ولا يوجد ما يستدعي القلق، وكل ذلك سينتهي بين ليلة وضحاها وسترجع الأمور كما كانت عليه وأفضل، ولكن الموقف أدمى قلبي وآلمني كثيرا فلماذا تصل الأمور لهذا المستوى، فقد تعلمنا من أهلنا أن أي مشكلة يمكن حلها تحت مظلة البيت الواحد فهل تعسر علينا ذلك لتطفو المشكلة للعلن!. إن التعبير عن الرأي حق من حقوق المواطن وخصوصا إن كان هناك إحساس بالتعدي على حقوقه، ولكن السؤال لماذا لجأ الاخوة لتسجيل المقاطع ونشرها؟ هل هي تعتبر الوسيلة الأسرع والاقوى لفرض الرأي؟ أم لم يكن هناك وسيلة لإبداء اعتراضهم؟ هل أغلقت الأبواب في وجوههم ولم يستطيعوا أن يقابلوا المسؤولين والقيادة؟. إنني شخصيا لا تتوفر لي جميع الإجابات ولكن أعرف إجابة واحدة وهي أن هناك وسيلة لتسجيل الاعتراض والتظلم في موضوع الاعتراض، وأعتقد أيضا أنه إذا طلب كبار القبيلة ووجهاؤها مقابلة المسؤولين فلن توصد الأبواب في وجوههم، وهذا ما نعرفه جميعا. فالاولى أن يتم أولا إقناع كبار القبيلة بأوجه الاعتراض والأسباب ومن ثم رفع الموضوع للمسؤولين فأمركم شورى بينكم فالأشخاص الذين ظهروا في الفيديوهات تكلموا باسم قبيلتهم وكأنهم يمثلونها ويمثلون جميع أفرادها أو أكثريتهم كما شاهدنا في الفيديوهات، فهل أخذوا الإذن من أفراد قبيلتهم أو من أكثريتهم؟ لقد استخدم الإخوة الوسيلة التي لا يستخدمها الا من يئس من الوصول للحل فهي وسيلة إن عالجتك في موضع جرحتك في موضع آخر، وأقصد بذلك أنها إن أوصلتك لمبتغاك ستكون على حساب سمعة وطنك وفتح منفذ للمتربصين به، فبناء السمعة الطيبة يقتضي الكثير من السنوات والشواهد، وهدم هذه السمعة الطيبة يكون صعبا خصوصا إن كان على يد أبنائه، وأنا على يقين بأن من يقوم بهذا العمل لن يرضى هو أيضا بذلك ولكن عندما تأخذ الحمية الشباب يقومون بتصرفات يندمون عليها لاحقا، لذا يجب الرجوع للحكماء والكبار من أفراد القبيلة والعائلة قبل القيام بأعمال يأسف عليها من قام بها لاحقا حين لا يفيد الأسف. إن إشعال فتيل الفتنة سهل جدا وسرعة إخمادها هي قمة الحكمة ولكن قد يندس من أحد الجانبين من يرغب في استعارها فكما نرى ما يحدث في باقي الدول عندما يحدث خلاف بين فئتين من المواطنين أو بين المواطنين والحكومة، وتكون هناك مواجهة يظهر الضحايا أو القتلى ولا يعرف من ابتدأها! وهنا يكمن الخطر فقد يكون من ابتدأها هو العدو المندس والمتربص بأقرب فرصة يهدم بها اللحمة المجتمعية والتآلف بين الحكومة والشعب، فلا تدعوا مجالا لمن يتربص بكم لينال منكم، ولا تجعلوا مجالا للشقاق بينكم وعبروا عن رأيكم كم تشاؤون ولكن ابدؤوا بالطرق المعهودة التي تحفظ الاحترام والتقدير للجانبين، فإن لم تجدوا مفرا فلكم أن تعلنوا موقفكم واعتراضكم في العلن. إنني لا ازايد على وطنية أي أحد فكل أهل قطر وأبنائها ولاؤهم لقطر ولقيادتها الرشيدة، فالشعب يحب قيادته ويخلص لها والحكام يحبون شعبهم ويحترمونهم وجميعهم يحبون أرض قطر التي نعيش كلنا عليها، والتي يحبها حتى المقيمين بها والذين أغلبهم يعتبرونها وطنهم الثاني، لقد وصلت قطر لما وصلت اليه بتوجيه وحكمة قيادتها وبسواعد أبنائها وتفانيهم وحبهم لهذه الأرض الطيبة وولائهم لقيادتها فلا تصدعوا هذا البناء المتين الشامخ وتعطوا الفرصة لأعدائها لاختراقها وهدم ما بناه الأجداد على مر العقود، وعلى الله قصد السبيل. [email protected]