15 سبتمبر 2025
تسجيللأننا في بلاد سعت قيادتها بكل ما تملكه لحل أزمات الدول الأخرى ونصبها العالم وسيطا نزيها لتفكيك شبكات الحروب والخصام والنزاع، ونشر التهدئة والصلح والاتفاق؛ فإننا في قطر بتنا على يقين بفضل الله وتوفيقه أولا ثم بحكمة وحنكة قيادتنا الرشيدة بأن بلادنا لم تخلق للأزمات فيها أن تستمر أو تتطور لما لا يحمد عقباه لا سمح الله، ولذا كان لما أصررت على تسميتها بـ (الزوبعة) بأن تنتهي في المحيط الصغير الذي انبثقت منه، وألا تتوسع فيستغلها ضعاف النفوس والمتربصون بهذا الوطن وأبنائه، فينسجوا بخيالاتهم الواسعة قصصا وهمية لما آلت إليه هذه الزوبعة، والتي أؤكد لكم أنها انتهت دون رجعة بإذن الله، وإن كان بعض المحللين قد رأوها ظاهرة صحية لقيام دولة مدنية تقوم على الرأي الحر وتحمل الحكومة لما يمكن أن يطرأ على المجتمع لمعالجته بروية وحكمة ومن جذوره، وليس بالوعود السطحية التي تنتهجها بعض الحكومات في معالجة الأزمات التي تطرأ عليها وتتحول لاحقا لما تعجز عن إعادتها للمربع الأول منها، فحكومتنا عرفت ولله الحمد بترؤسها مهام الوساطات وحل المنازعات وإيقاف طبول الحرب بين الأقاليم المتنازعة، ونسج خيوط تواصل بينها والجلوس على طاولات الحوار في عاصمتها الهادئة والتوصل لاحقا لحلول ترضي جميع الأطراف تلتزم بها لإيقاف مد الحروب وانقشاع غيوم المنازعات، وعليه ما كان لدولة تتميز بكل هذه الصفات القيادية الحكيمة أن تسمح بأن تخرج الزوبعة التي طرأت من فنجانها الصغير لساحة ومساحة أكبر، وهي لا تستحق كل هذا التضخيم الذي للأسف استغلته دول أخرى يغيظها ما تمضي به قطر بهدوء مريح أو صخب يعقب كل نجاح تحققه فنسجت أخبارا كاذبة وروجت لسيناريوهات مضللة لما حدث أثناء هذه الزوبعة، وأوهمت متابعي إعلامها الأصفر وكأن الأمور في قطر تتجه لما هو أسوأ لا سمح الله، ولكن شاء الله على غير رغباتهم وإرادتهم أن توأد ما أرادوها فتنة، وحلموا أن تكبر لتشق صفوف القطريين ويتهاوى جدار الثقة المتين القائم بينهم وبين قيادتهم التي تعاملت مع ما حدث بروية واتزان، وهذا ما هو متوقع حقيقة ولتنتهي ما أصر حتى هذه اللحظة على تسميتها زوبعة في فنجان ولله الحمد. اليوم هناك ما هو أهم ولعلنا خرجنا من هذه الحادثة بما يجب أن نتعلم منه، لا أن نقف عنده ونقلب الصفحة لصفحة أخرى يجب علينا نحن من نكتبها ولا نسمح لغيرنا بأن يحدد مسار حياتنا فيها، لأننا بصراحة لسنا بحاجة لمن ينتقد عيوب المجتمع بتجريح ولكننا بأمس الحاجة لمن يصلحها بهدوء ودون شوشرة تجهض من حق كثير من الحسنات والمحاسن التي لدينا في المجتمع، والتي تطغى على سيئات كان يمكن لمعظمها أن يسلك طرق التعديل والتحسين بإجراءات على غير ما شهدناها أو كما قلت سابقا بأن من عليه أن يطالب بقانون عادل عليه ألا يخرق قانونا آخر ليتخذه وسيلة لإحقاق عدل يرجوه، وهذا بالضبط ما حصل للأسف ومع هذا كان التعامل الراقي الذي قوبل به كل هذا هو ما يجب أن يظل ماثلا في الأذهان ومحفزا لكل مواطني قطر، بأن الله حباهم بما تفتقر له شعوب كثيرة سواء قريبة منا أو بعيدة كما أن هذه القيادة التي وقفت مثل الجبل الشاهق في وجه حصار شديد بكل ما تضمنه من أمور مخيفة لا يمكن لها أن تفشل من معالجة اختلاف في وجهات النظر كان لسمو الأمير حفظه الله، وسمو نائبه الأمين الدور الأكبر في حلحلته واستتباب الهدوء الذي عرفناه دوما في بلادنا، ولله الحمد لهذا ما يجب أن نفعله في أيامنا القادمة هو أن نحافظ على التمسك بعقيدتنا والتماسك مع القيادة لنحقق ما نرمي له من مستقبل زاهر أكبر وخطوات ثابتة أكثر إن شاء الله. [email protected] @ebtesam777