10 ديسمبر 2025
تسجيلأخيرا أصبح اليمن يمنين وتحقق ما حلمت به الإمارات طويلا وسعت إليه ليس منذ انطلاق عاصفة الحزم وإنما كان تفرقة اليمن وزعزعة وحدته حلم أبوظبي منذ قيامها وجاءت هذه العاصفة التي لم تؤت أكلها في إعادة الشرعية كما كذبت الرياض لتعلن تحقيق هدف طال انتظاره بالنسبة لأبوظبي التي أعلن حزامها الأمني الجنوبي المدعوم من قبلها سيطرته على عدن بل تعدى ذلك بالبطش بكل يمني شمالي يخطو إلى أرض عدن متوجها إلى مطاره أو إلى عمل لم يجد مثله في صنعاء وضواحيها، وتوجه للجنوب باعتبار اليمن يمنا واحدا والجنوبيون إخوانه وأهله، فإذا بغول الإمارات يتحرك لهدم الأشقاء ويكشف عن خونة يمنيين يربون على أرض اليمن الذي كان متوحدا، ويلقى منهم الولاء والتبعية وسياسة القتل ليبقى الجنوبي متنعما على أرضه وحده رغم أن الخونة من الجنوب يعلمون أن الخيانة لا تمنحهم وطنا مستقلا، ولا سيادة متفردة، ولذا سيدخل الجنوب ضمن حاشية أبوظبي وولي عهدها، الذي يتعطش كما هي عادته الإجرامية، لتفرقة الأوطان، وبث روح الفرقة بين أهلها، فالإمارات بقيادته دمرت ليبيا وحشرت أنفها الكبير في الصومال، وقتلت ودمرت وفرقت اليمن، وحاصرت قطر، وأرادت قلب نظام الحكم فيها ونهب ثرواتها، وتدخلت في ثورة السودان حتى طردها الثوار الأحرار من أرضهم، وأسرت قيادة السعودية، وجعلتها رهينة في يدها تابعة لأهوائها ومخططاتها، ودفعت بموريتانيا لمعاداة قطر، ووظفت كل إمكانياتها في أمريكا والغرب لتشويه سمعة الدوحة، وتهديد عملتها الوطنية، كما غذت محاولة الانقلاب الفاشلة على الزعيم التركي رجب طيب أردوغان، وحاولت الإطاحة بالليرة التركية، فماذا تريد هذه الإمارة التي تدمر دولا بأسرها ؟! ماذا يريد محمد بن زايد أكثر من هذا ليفعله ويستريح ويحل بشره وإرهابه عن الأوطان ؟! ماذا بعد أن حلت الإمارات في اليمن فاستولت على منافذه البحرية الهامة، وأنشأت سجونه السرية لتعذيب المواطنين الذين يرفضون وجودهم على بلادهم، ونفذت مهام لاغتيال الأئمة والدعاة الذين يدعون من منابرهم وخواتيم صلواتهم لطرد القوات الإماراتية من على أرضهم ؟! ماذا بعد أن سرقت أبوظبي تاريخ وآثار جزيرة سقطرى اليمنية التاريخية، ونقلتها إلى بلادهم الحديثة العهد لتصنع لنفسها تاريخا وهميا يمتد لآلاف السنين ؟! واليوم يكمل محمد بن زايد مخططه الآثم في اليمن السعيد أو الذي كان سعيدا بالأحرى، بجعل اليمن يمنين، شمال بيد الحوثي الذي يشيع كل ما هو سني هناك، وجنوب تحت يد خونة يأتمرون بأمر الإمارات، ولا يمكن في أي يوم من الأيام أن تكون لهم سيادة مستقلة في جنوبهم، الذي سيُرهن بأكمله لأبوظبي التي لم ترد حتى لحليفتها الرياض أن تكون شريكة معها في هذه الغنيمة التي تخالف إعلان الرياض، الذي كان مع أول صاروخ يطلق باسم عاصفة الحزم بأن الهدف هو إعادة شرعية هادي إلى قصر الرئاسة في صنعاء، ومثله في عدن، فإذا بالشرعية مأسورة في الرياض ولا يملك ( الدنبوع ) عمله بحرية دون الرجوع لولي عهد السعودية لأخذ الإذن سوى النوم وغسل أسنانه واللعب بلعبة (سوبر ماريو) للتخلص من الملل الذي يكتنفه كلما فكر بكرسي الرئاسة الشاغر في صنعاء، والذي لا يستطيع زيارتها الآن وللأبد ! فحتى عدن والتي حُررت من يد الحوثيين وظن هادي أنه يمكنه زيارتها وقفت الإمارات والسعودية سدا منيعا أمام هذه الأمنية التي راودته، وتحت الضغوط زارها دون أن يمنح له التحالف حماية أو شعور الاستقرار فيها، ليغادرها بذل وإهانة، وهو الذي بات في نظر كل يمني شماليا كان أم جنوبيا مجرد خائن باع واشترى، وحين أراد أن يرد ما باعه كانت النتيجة بأن البضاعة التي تباع لا تُرد ولا تُستبدل فما أبخس الثمن يا هادي !. فاصلة أخيرة : كان اليمن أصل العرب حتى اتسخ الأصل فبات الفرع أصلا له ! . [email protected]