13 سبتمبر 2025
تسجيلبمزيد من الحزن والأسى تلقينا خبر رحيل الفنان عبدالحسين عبدالرضا عن عمر يناهز78عاما يوم السبت الموافق 12-8-2017 بعد معاناة طويلة مع المرض وربما غمت سحابة الحزن الشديد ليس فقط الشارع الكويتي الشقيق ولكن تأثرت الجماهير والأوساط الفنية العربية والخليجية برحيله لما له من أثر وبصمة اجتماعية ومجتمعية رفيعه المستوى في قلوب الشعوب وليس فقط لأنه فنان خليجي قدم الكثير والكثير على ما يقارب الخمسين عاما أدخل فيها روح الفكاهة والابتسامة في كل أعماله الفنية، في التلفزيون قدم مايقارب 30 مسلسلا وأهمها وأكثرها انتشارا "درب الزلق" و33 مسرحية وأكثر شعبية في قلوبنا "باي باي لندن" ولايغفل علينا اشتهاره بالصوت الخليجي الدافئ من خلال أدائه لأعماله المسرحية أو الأوبريتات التمثيلية والتي لامست عقول وقلوب جماهيره بحسن الأداء الفني والاجتماعي، والذي يخاطب الثقافة العربية والخليجية في آن واحد، وما تركه من بصمة على المسرح القطري في آخر أعماله مسرحية "على الطاير" سنة 2004 وكانت احتفالا باستضافة خليجي 17 وكان لها أثر كبير داخل الأوساط القطرية. ولاننسى ملامسته قضايا الأمة ومنها "سيف العرب" وغيرها من الأعمال الناجحة والتي استطاع من خلال تلقائية شخصيته أن يلامسها في الأدوار والأعمال الفنية وتحمل في مضمونها رسائل ثقافية تعالج قضايا اجتماعية ومجتمعية وإنسانية ببساطة الأسلوب الذي يلامس كافة شرائح المجتمع العربي والخليجي في آن واحد، وتكاد تسمع من الكثير أننا كنا نرى في أدواره روح الوالد والفنان والكوميديا في آن واحد ويحمل سمات الفنان والفن الخليجي الأصيل بعيدا عما نراه اليوم من فناني العصر على شاشات التلفزيون والمسرح ولا يحملون أي مضمون ثقافي في أدوارهم الفنية ربما غير هشاشة الفن والشهرة الزائفة ولا تعبر عن قضاياهم الاجتماعية ولا المجتمعية، وربما نتمنى أن يصل تاريخيه الاجتماعي قبل الفني إلى كل إنسان عادي يعيش في الحياة قبل الفنانين والإعلاميين على ما قدمه من أثر اجتماعي في الشعوب العربية والخليجية ويعقبها أعماله الفنية بأكملها خلال مسيرة حياته وإن كلا منا مهما عاش في الحياة وبلغ من العمر حتما سيرحل ولن يتبقى سوى أثره وسيرته الاجتماعية والعملية والفنية. ولا يستطيع أحد أن يجملها أو يحذف أو يضيف لها ولكنها سوف تسرد نفسها بنفسها مع كل الأشخاص الذين تعاملوا معه خلال حياته وإما ترفع قيمتك ويسردك التاريخ والشعوب وسوف تكون موجودا حيا رغم وفاتك من خلال سلوكك وأخلاقك وماذا قدمت للآخرين ولمجتمعك أو تكون ميتا حيا أو ميتا في نظرالجميع، وربما ما لامسناه من السيرة الاجتماعية والفنية والوطنية العطرة للفنان عبد الحسين عبد الرضا في حياته حملت الكثير منا المسؤولية الأخلاقية والاجتماعية والإعلامية والوطنية أن الإنسان لابد من أن يعمل ويجتهد حتى يترك هذا الأثر النفسي والاجتماعي والفني بعد وفاته بهذه الصورة المجتمعية التي تعاطف معها كل الشعوب العربية والخليجية وأصبحت تردد أعماله وأغانيه الجميلة خلال الأدوار الفنية التي لامست كلا منا بروح الثقافة الخليجية البسيطة، وأخيرا نرفع تعازينا لإخواننا بدوله الكويت الشقيقة وإلى كل الشعب العربي والخليجي في وفاة نبراس الفن الخليجي الأصيل، وتغمده الله بواسع رحمته ولن ننسى "باي باي لندن" .