28 أكتوبر 2025

تسجيل

وتنقشع غمامة الأزمة مع الأشقاء

15 أغسطس 2014

اهم ما يعنينا حقيقة من الاجتماع الطارئ لوزراء خارجية دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية في جدة امس الاول الأربعاء ما اكدته مصادر قريبة من صناع القرار، عن بلورة قرارات حاسمة تطوي ملف الأزمة الخليجية، التي هيمنت طوال الأشهر الماضية على عواصم الخليجية، وهو ما فسرته تلك المصادر بعد مراقبة الزيارات المكوكية التي قام بها مسؤولون خليجيون في الأيام القليلة الماضية، ولوجود رغبةٍ مشتركة في التوصّل إلى تفاهماتٍ خليجيةٍ تطويها نهائياً، كي لا تتكرر وتنقشع غمامة الازمة مع الاشقاء الى غير رجعة.نعلم علم اليقين ان الاجتماع الخليجي الطارئ مخصص جزء كبير منه للعدوان الإسرائيلي على غزة، بمبادرة تعزز صمود الشعب الفلسطيني في وجه العدوان، وهو ما سينجم عنه تحرك خليجي مشترك، يساهم بشكل مؤثر في وقف العدوان الإسرائيلي ومنعه، ويقدم الدعم المالي والإغاثي والإنساني لإعادة إعمار قطاع غزة، وهذا ما يدعو الى التلاحم بين دولنا الخليجية لنكون صفا واحدا امام مثل هذه الازمة وغيرها، فزعماؤنا وقادتنا حفظهم الله، لم يألوا جهدا في الوقوف مع الفلسطينيين، ولهذا خصص الاجتماع الطارئ لبحث الوضع في قطاع غزة، مع تخصيص ايضا جزء منه لتصفية الاجواء بين ابناء الخليج الواحد.المراقبون حقيقة لاحظوا وجود تقارب بين الدول الخليجية أكثر من أي وقت مضى، وحدثت حزمة تفاهمات واتفاقات، لطيّ الملف نهائياً، وهذا الوضع ساهم بانحسار الحرب الكلامية في وسائل الإعلام في الدول الأربع في الأشهر الماضية، وهذا بالطبع مانتمناه فالمواطن الخليجي يهمه ان يرى مصير مجلسه العتيد مشرقا وصامدا، وخطوات التكامل التي قطعتها دوله في أكثر من ثلاثين عاماً تسير بخطى واثقة وقوية ولا يهزها ريح الفتنة من اي اتجاه قادم.نحن في الدوحة كنا متفائلين جدا لان الحكمة القطرية تقول اننا مع /الصف الخليجي دون املاءات/ فعقدنا الامل على تلك التحركات رفيعة المستوى في الأسابيع القليلة الماضية والتي تحركت في أكثر من عاصمة خليجية، للخروج من الأزمة بحكمة وروية، وهو ما تزامن مع هدوء على الجبهة الإعلامية، ولله الحمد اختفت تلك الحملات المفتعلة، وقلّت كثيراً التقارير والمقالات المنتقدة دون تقدير للعواقب.جريدتنا الشرق ساهمت في ذلك التفاؤل وعبّرت في افتتاحيتها امس الاول عن الانفراج المتوقع في الأزمة الخليجية، وأعادت التأكيد على أن "العلاقات بين دول الخليج أزلية، وتربطها وشائج القربى والمصير المشترك". وأكدت الحرص القطري على تمتين العلاقات مع كل الدول الخليجية.نريد أن تكون العلاقات بين دولنا علاقات تضامن وتكافل واتفاق في المواقف تجاه القضايا الدولية، وهذا ما نأمل أن نصل إليه.. وسلامتكم.