17 سبتمبر 2025
تسجيلما أجمل ذلك المشهد الذي نراه في بيت الله الحرام، حيث الجمع الكبير الذي جاء من كل فج عميق تحقيقاً لتلبية دعوة سيدنا إبراهيم عليه السلام من الله عز وجل والذين جاءوا من كل بلد يرجون رحمة الله ومغفرته وطامعين في الحصول على ما يريدون في الحياة الآخرة، الكبير والصغير، الشاب والعجوز، المرأة والرجل، العربي والأعجمي، ومن دول قد نجهل أحياناً وجودها ونستنكر اسمها أحياناً، نراهم معنا يطوفون حول البيت الحرام، ومن ثم يسعون بين الصفا والمروة، رافعين أيديهم إلى الله عزل وجل آملين تحقيق دعائهم. وبالفعل القلب يفرح وينشرح أن الإسلام والحمد لله في ازدياد، وزوار بيت الله الحرام في تزايد عاماً وراء عام، واسم الإسلام مرفوع والحمد لله على ذلك، خاصة عندما تجد امرأة عجوزاً جالسة تبكي وتمسح دموعها وهي تدعو، امرأة من دولة آسيوية وأخرى إفريقية، وثالثة من دول أجنبية منّ الله عليهن بالإسلام. ولكن للأسف نجد أن الغالبية من زوار هذا البيت الحرام يجهلون الكثير من تعاليم الإسلام، بل إن بعضهم يجهل كيفية الصلاة ويظل طوال الوقت يركع ويسجد وهو يتمتم ببعض الكلمات التي لا ندرك كنهها، وقد حاولنا أن نشرح للبعض أن الصلاة لا تعتمد فقط على الركوع والسجود، وهناك أركان للصلاة لابد من اتباعها، ولكن خانتنا اللغة، كما أنهم أحياناً قد يتخذون من وجودهم في البيت الحرام فرصة للنوم وأخذ قسط من الراحة، ومن ثم ما أن يحين وقت الصلاة إلا وتراهم قد استيقظوا وقاموا للصلاة بدون وضوء، وذلك ظناً أنهم قد توضأوا للصلاة من قبل ومن ثم لا حاجة لذلك حتى ولو ناموا، وإن حاولت الشرح، لا يمكن أن تجد أذناً صاغية لأنهم لا يعون ما تتحدث عنه. إن من نعمة الله تعالى أن من على الكثير من الناس بالإيمان، وأن نسمع أن هناك العديد من البشر في العالم يدينون بالإسلام بعد أن كانوا بلا دين أو على دين آخر، وهذا ما يسعد كل مسلم ويتمنى أن يؤمن كل من في الأرض بدين الإسلام، ولكن ما يسعده أيضا أن يكون كل مسلم يوقن بهذا الدين الحنيف، وأن يعرف كل أركانه وكل فروضه وكيفية أدائها، والواجبات التي تقع عليه، والحقوق التي له، وأن يخصص من قبل القائمين على المنظمات الإسلامية والجهات الدينية في دول العالم الإسلامي توعية المسلمين، خاصة الأميين الذين لا يعرفون القراءة والكتابة، ونشر كيفية الصلاة وأداء أركان الإسلام، كالصلاة والزكاة والصوم والحج في شكل محاضرات أو توعية إعلامية خاصة بهم، ونشر كل ذلك في كتيبات سهلة القراءة والشرح حتى يمكن لكل واحد من هؤلاء المسلمين أداء شعائرهم على كل أكمل وجه، بالإضافة إلى بيان أهمية احترام الأماكن المقدسة، وكيفية الدخول إليها، وكل هذا يحتاج إلى الكثير من الدعم والمساندة لتلك الجهات التي لا شك أنها تحتاج إلى إمكانيات للتوعية تساهم في إنتاج الوسائل اللازمة للتوعية، خاصة في المناطق الفقيرة، في الدول الآسيوية والإفريقية وتوفير الدعاة القادرين على تلك التوعية وتوصيل المعلومات بشكل سليم، وتوفير الكتب والمصاحف باللغة الخاصة بكل بلد يوجد به مسلمون في حاجة لمعرفة دينهم فهؤلاء المسلمون هم أمانة في عنق كل المسلمين وعليهم توفير ما يمكن لهم من أن يكونوا مسلمين حقاً ونأمل أن يكون لهم مركز قائم بالتعريف بالإسلام الحق كما هو الحال في مركز "فنار" الذي يؤدي دوره بشكل رائع واستطاع أن يفيد المسلمين الجدد، وأن يصلوا إلى درجة الفهم السليم للإسلام الذي اختاروه ديناً لهم. والواجب على كل مسلم قادر أن يساهم بماله وإمكانياته وعلمه في تأهيل وتوعية كل مسلم يشعر أنه غير قادر على أداء شعائر الإسلام بشكل صحيح في كل مكان على وجه هذه الأرض.