14 سبتمبر 2025
تسجيلتعتبر برك السباحة مكاناً رائعاً للترفيه والاسترخاء وخاصة مع ارتفاع الحرارة الشديد الذي نشهده خلال هذه الأيام من فصل الصيف، أجارنا الله وإياكم من حر جهنم. في هذه المياه الترفيهية يجتمع الناس لممارسة الرياضة والتمتع بنشاطات مائية مختلفة. ولكن لضمان تجربة آمنة وصحية في بركة السباحة، يعد الاتزان الكيميائي للمياه أمرًا بالغ الأهمية، وذلك إن توازن الكيمياء في مياه البركة له تأثير مباشر على صحة السباحين وراحتهم، وكذلك على حالة البركة ومكوناتها. وفي هذا المقال أسعد بمتابعتكم حيث أحاول إلقاء شيء من الضوء على هذا الموضوع الهام. فمهوم الاتزان الكيميائي في مياه بركة السباحة يشير إلى الحفاظ على تركيزات معينة من المواد الكيميائية المختلفة لضمان أن المياه آمنة ونظيفة للسباحة. هذه المواد تشمل الكلور ودرجة الحموضة (pH)، والقلوية الكلية، ومستويات حمض السيانوريك، ومؤشرات أخرى. والكلور هو المادة الكيميائية الأكثر شيوعًا وأهمية، حيث يستخدم لتطهير مياه بركة السباحة. يعمل الكلور على قتل البكتيريا والفيروسات والفطريات، مما يمنع انتشار الأمراض المعدية بين المستخدمين. بدون مستوى مناسب من الكلور، يمكن أن تصبح المياه مكانًا لتكاثر البكتيريا الضارة، مثل الإشريكية القولونية والليجيونيلا، مما يزيد من خطر الإصابة بالأمراض المعدية. وبالطبع هناك تركيز معتمد للكلور الحر في مياه البركة يختلف بحسب نوعها، داخلية كانت أو خارجية. وقد يستخدم مطهرات أخرى غير الكلور. ثم يأتي بعد ذلك ما يسمى بدرجة حموضة المياه، والتي تلعب دورًا حيويًا في فعالية الكلور وفي راحة السباحين. ويجب أن تكون درجة الحموضة في مياه البركة بين 7.2 و7.8. وإذا كانت درجة الحموضة منخفضة جدًا (حمضية)، يمكن أن تسبب تهيجًا للجلد والعينين. وإذا كانت عالية جدًا (قلوية)، يمكن أن تقلل من فعالية الكلور في عملية التطهير، مما يزيد من خطر انتقال العدوى. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تسبب القلوية العالية تكوين الرواسب المعدنية، مما قد يؤدي إلى تلف معدات البركة. إضافة لما سبق، تعتبر القلوية الكلية والتي تشير إلى قدرة المياه على مقاومة التغيرات في درجة الحموضة من المؤشرات التي يجب قياسها لمراقبة اتزان مياه البركة. ويجب أن تكون القلوية الكلية ضمن نطاق معين (80- 120 جزءا في المليون) لضمان استقرار درجة الحموضة. وإذا كانت القلوية الكلية منخفضة، فإن درجة الحموضة قد تتغير بشكل غير متوقع، مما يجعل من الصعب الحفاظ على التوازن الكيميائي. ومن جهة أخرى، فإن القلوية العالية يمكن أن تؤدي إلى مشاكل في الترشيح وتشكل رواسب كلسية. كذلك يعتبر السيانوريك ذا تأثير على الاتزان، وهو يُستخدم لحماية الكلور من التفكك السريع بفعل أشعة الشمس. ويجب أن تكون مستويات السيانوريك بين 30 و50 جزء في المليون. فإذا كانت المستويات مرتفعة جدًا، يمكن أن تقلل من فعالية الكلور، مما يعرض السباحين لخطر الإصابة بالأمراض. ويمكن تلخيص فوائد الاتزان الكيميائي لمياه برك السباحة في الحفاظ على صحة السباحين: في الوقاية من الأمراض وضمان قتل البكتيريا والفيروسات، مما يقلل من خطر الإصابة بالأمراض الجلدية، والالتهابات العينية، وأمراض الجهاز التنفسي. كما أنه يحافظ على راحة السباحين عن طريق الحفاظ على درجة الحموضة المناسبة والتي تقلل من تهيج الجلد والعينين، مما يوفر تجربة سباحة مريحة. أضف لذلك أن المياه المتزنة كيميائياً تمنع تكون رواسب معدنية وبكتيرية فيضمن وجود مياه نظيفة وآمنة للسباحة. هذه المياه لا تحمي صحة السباحين فقط، بل تحافظ أيضًا على المعدات والبنية التحتية للبركة، حيث إن المياه غير المتوازنة يمكن أن تؤدي إلى تلف الأنابيب، والمضخات، والفلاتر، مما يزيد من تكاليف الصيانة والإصلاح. وختاماً، فالاتزان الكيميائي لمياه بركة السباحة هو عامل حاسم لضمان صحة وسلامة السباحين، وكذلك للحفاظ على جودة المياه والبنية التحتية للبركة. من خلال الحفاظ على مستويات مناسبة من الكلور، ودرجة الحموضة، والقلوية الكلية، والسيانوريك، يمكن تحقيق تجربة سباحة آمنة وممتعة للجميع. لذلك، يجب على مالكي ومديري برك السباحة مراقبة وتعديل كيمياء المياه بانتظام لضمان الاتزان المطلوب.