10 سبتمبر 2025
تسجيلوقف رافعا قبضته في الهواء وملوحا لمناصريه بأنه سوف يكمل ما انتهى منه قبل أربع سنوات وإن العودة للبيت الأبيض ستكون قريبة بهم وبوقفهم خلفه رغم الطريق الوعرة التي تمر بها حملته الانتخابية والتي واجهت بالأمس يوما عصيبا بعد سماع دوي إطلاق نار قبيل ارتقاء دونالد ترامب المرشح الجمهوري للانتخابات الرئاسية الأمريكية لمنصة كان قد أقامها حزبه لإلقاء كلمة له ليهرع الحراس الشخصيون وموكب حماية الرؤساء السابقين لإنزاله والجري به إلى سيارته الخاصة وقد بدت أذنه اليمنى تنزف دما ملوحا بقبضته مطمئنا الجماهير التي احتشدت في الساحة بأنه بخير وحتما سوف يعود لإنعاش حملته الانتخابية الساخنة التي تبدو حتى الآن ناجحة بعد تعثر منافسه المرشح الديمقراطي والرئيس الحالي للولايات المتحدة الأمريكية جو بايدن في مناظرتهما الأولى والتي انتهت بفضيحة لبايدن كما روج لها الإعلام الأمريكي وحملة ترامب التي لم تدع فشل بايدن يمر مرور الكرام بل سقت النار زيتا في الترويج لفشل الأخير في الاستمرار بحكم البلاد وهو في هذا السن الحرج الذي اعترف بايدن به وقال إنه كبير في السن لكنه لا يزال يملك السيطرة على مجريات الأمور وسوف يكون مستعدا حتما لجولات وصولات أمام ترامب الذي لا يتوقف عن تصيد أخطاء غريمه بصورة ساخرة على الدوام لكننا بلا شك على موعد يشابه كثيرا السيناريو الذي مر على العالم قبل أربع سنين عايشنا آنذاك سير الانتخابات الرئاسية والتي أقصت ترامب من سدة حكم البيت الأبيض حتى إنه لم يحضر مراسم تقلد جو بايدن الحكم وغادر مع عائلته بطائرة رئاسية إلى مقر إقامته في مدينة فلوريدا في 20 يناير من عام 2021 تاركا وراءه مغامراته الكثيرة والكبيرة في الوقت الذي اعتبر بايدن عدم حضور ترامب بأنه أمر جيد لا سيما وإن حفل تتويجه جاء أيضا في وقت اشتعلت فيه أزمة كوفيد 19 وتقلصت مراسم الحفل على عدد محدود من الضيوف دون الشعب الأمريكي الذي اكتفى بمتابعة مجريات الحفل من خلال القنوات التلفزيونية ليصبح ترامب آنذاك أول رئيس أمريكي منذ 150 عاما لا يحضر حفل تنصيب خلفه وها هو يعود كما وعد لحظة رحيله بأن السنوات الأربع سوف تمر ولن يكررها بايدن على نفس الكرسي بل إنه ظل طوال هذه السنوات ظاهرا في الساحة رغم قرارات إيقاف جميع حساباته على منصات وسائل التواصل الاجتماعي وقراره بإنشاء موقع خاص له يشبه إلى حد كبير موقع إكس (تويتر سابقا) لم يلق تلك الشهرة المطلوبة لكن ترامب عرف كيف يمكن أن يبقى عالقا في أذهان الأمريكيين باصطياد أخطاء بايدن في كل مرة تسنح له الفرصة للانتقاص منه رغم كل القضايا التي لاحقته وأهمها على الإطلاق تشجيعه لمناصريه باقتحام مقر الكونجرس والعبث بممتلكاته بالنحو المريع الذي تابعه العالم وجعل مسؤولية ذلك في رقبة ترامب الذي لم تنته الجهات المختصة من مساءلته بالصورة الكافية . وماذا بالنسبة لنا ؟! لربما يكون هذا هو السؤال الذي يجب ان نجيب عليه باعتبارنا جهة سوف تتعامل بلاشك مع الرئيس المقبل للولايات المتحدة الأمريكية وأقصد بمنطقة عربية تربطها شراكات قوية مع الولايات المتحدة الأمريكية وتعاون اقتصادي وسياسي ودبلوماسي وعسكري والإجابة هي بلا شك إننا سوف ننتظر هذا العراك الانتخابي المحموم للبيت الأبيض الذي سوف يستمر حتى طليعة العام المقبل لنتوقف عند المحطة الأخيرة للتعامل مع الإدارة الأمريكية الجديدة بما يمكن أن يزيد العلاقات الثنائية نموا وقوة رغم تضارب الآراء والمواقف لكننا بلاشك سوف نكون من ضمن المنظومات التي سوف تجد واشنطن نفسها مجبرة على التعامل معها من جديد وحتى تلك اللحظة فنحن سوف نقف موقف المتفرج وعلى نفس المقاعد التي جلسنا عليها قبل أربع سنوات مرت سريعا لنرى صولات ترامب وجولات بايدن وما يتخللها من مواقف تُرى لكنها لا تُسمع!.