08 أكتوبر 2025

تسجيل

استغلال الموارد المتاحة

15 يوليو 2020

كنت في جلسة مع بعض الأصدقاء، وجاء الحديث على إحدى الشركات المحلية المميزة التي حصدت نجاحاً مبهراً، فانقسم الأصدقاء في تفسيرهم لسبب النجاح: هل هو بسبب نجاح قيادة الشركة؟ أم بسبب الموارد الكبيرة المتاحة للشركة، كرأس المال الكبير والسيولة الوفيرة التي قد لا تكون متاحة لجهات وشركات أخرى؟. بلا شك فإن زيادة الموارد قد يكون سبباً للنجاح، ولكن ليس السبب الوحيد، فهناك من ينجح بموارد متواضعة ومحدودة بسبب حسن إدارته لها بكفاءة وفعالية، ويحقق أكثر ممن تتاح له موارد لا حدود لها. ولكم في سنغافورة مثالاً واقعيا، فبالرغم من صغر مساحتها ومحدودية مواردها، إلا أنها أصبحت أحد النماذج المميزة عالمياً، وناتجها المحلي يفوق دولاً أكبر منها تنام على أطنان من الموارد الطبيعية. وقدوتنا في هذا نبي الله يوسف عليه السلام، الذي أدار إخراج مصر من أزمة اقتصادية عن طريق استغلال الموارد المتوفرة بأعلى كفاءة وفاعلية، متفادياً بذلك الأزمات، ومتجنباً لطلب العون من الآخرين. يقول أحد المديرين المعروفين بالكفاءة: إن إحدى طرق تعلم مهارات إدارة الموارد بكفاءة هي بتعلم الطبخ. قد تتعجب عزيزي القارئ تماماً كما تعجبت أنا عندما سمعته، ولكنه أوضح: عندما تريد أن تطبخ، فعليك بتجهيز المقادير المناسبة واتباع الخطوات، وستحصل على طبق رائع، وهذا الأمر يستطيع فعله أي شخص، ولكن الطباخ الماهر هو الذي يستطيع إتمام الطبق حتى لو لم يتوفر لديه أحد المقادير، فهو يستطيع أن يعوضه بشيء آخر. وكذلك لو ذهب هذا الطباخ الماهر إلى المطبخ وتفقد المكونات المتوفرة لديه، فهو يستطيع أن يحقق الهدف ويبدع وجبة متكاملة تكفي الأشخاص الموجودين باستخدام المكونات (الموارد) المتوفرة. ولذلك يقال: إن سوء إدارة الموارد المتوفرة - وليس قلّتها - هو ما يؤدي للفشل. [email protected] Twitter: khalid606