13 أكتوبر 2025
تسجيلما خفي أعظم ! لا أريد أن أستبق حلقة نارية من هذا البرنامج والتي حتى كتابة هذا المقال لم تكن قد أُذيعت ولكني أتابع توتر الجارة الصغيرة منذ أن تم الإعلان عن بث حلقة من هذا البرنامج الذي بات يمثل رعبا لدول الحصار في كل مرة تعلن فيه قناة الجزيرة ومعد ومقدم هذا البرنامج ( تامر المسحال ) عن قرب إذاعة حلقة من هذا البرنامج تكشف فيه خبايا ونوايا هذه الدول التي تخطط ضد قطر منذ الأزل ولا تزال تحلم يوما أن تنجح في تحقيق هذه المؤامرات التي تنبع من أطماعها في قطر وحقدها منها وتحديدا هذه المرة ( البحرين ) التي تحاول دائما إرضاء ( الكبرى ) في إثارة الأكاذيب على قطر وتصوير نفسها ضحية قطر التي لم تؤتِ حقها بعد، ولذا بادر مسؤولو وإعلاميو جزيرة الريتويت بالتشكيك في مصداقية الحلقة التي ستذاع مساء اليوم؛ بحول الله فور الإعلان عن مادتها وقبل أن يُكشف عن موعد بثها بفترة طويلة، بل إن بعض الإخوان هناك باشروا بكتابة مقالات ونشروها ردا على حلقة ما خفي أعظم وما جاء فيها رغم أن الحلقة من الأساس لم تُذع بعد، فهل يعمل (الرعب) مثل هذا؟ أم أن هذا الاستباق المضحك يعمم على إعلام هذه الجارة التي اعتادت سياسة ( النسخ واللصق ) في موادها المعروضة كما فعل علي محمد الرميحي وزير شؤون الإعلام البحريني الذي أصدر بياناً عممته وسائل الإعلام الرسمية البحرينية وتناقلته العربية وسكاي نيوز وباقي قنوات الارتزاق الإعلامي شتم فيها الوزير المحترم قناة الجزيرة وتعرض لكرامة مذيعيها، بالإضافة إلى استباقه هو أيضاً للحلقة المنتظرة عن بلاده على شاشة قناة الرأي والرأي الآخر الليلة بمزيد من الاتهامات للدوحة بصب الزيت على النار للأزمة الخليجية وأن قطر وكل ما تفعله عليها أن تتأكد أن حل هذه الأزمة إنما سيكون بلا شك في ( الرياض عاصمة القرار العربي ) على حد قوله. وأنا هنا لست بصدد الرد على سعادة الوزير الذي يبدو مثل ( صبيانه ) يهاجمون دون تفكير ويتخبطون في رمية الكرات المرتدة بالصورة التي تناسب الهجمات القطرية التي ما عادت سوى تسالي تُرمى فتصيب ولا تجد إلا مرمى مفتوح لا تغشاه طيبة لنرحمه ولا دفاع لنواجهه؛ كما يواجه الرجالُ الرجالَ. ولكني أمام تفسير ذاك الفزع الذي سيطر على الجارة الصغيرة المنهارة التي دأبت منذ تفجر هذه الأزمة المفتعلة ضد قطر على اتهام الدوحة بتهم تبدو فيها يد السعودية واضحة وظاهرة، وأن الرياض كالعادة تدفع بالمنامة لتكون خط الدفاع الأول الذي يمكن بها أن تتقدم به للهجوم على قطر كما فعلت في إعلان الحصار في فجر الخامس من يونيو عام 2017 حينما أعلنت المنامة فرض الحصار على قطر ثم أصدرت بياناً مكتوباً بأنامل سعودية وتعبير إماراتي ركيك تتهم فيه الدوحة بالإرهاب ودعمها له وتمويلها لحصونه ومخابئه وأهدافه دون أن تستطيع الإجابة على سؤال الدوحة الذي استمر لأكثر من عامين وفور قرار حصار قطر وهو: ما الدلائل والبراهين التي تؤكد اتهاماتكم لها ؟! واليوم تقع المنامة فيما تجيده دائما وهو (التهويش الذي لا يهش ذبابا ولا ينش بعوضة ) في مهاجمة حلقة ( اللاعبون بالنار ) التي تكشف أكثر أن سياسة البحرين الداخلية والمتخبطة مع فصائل الطوائف والمذاهب التي تمثل قاعدة واسعة لشعبها هي من جعلتها فاشلة في تشكيل هوية حقيقية لها وتكوين مفهوم السيادة الحرة التي يجب أن تنعم بها كل دولة مستقلة ذات سيادة ورأي حر لا يقبل المزايدة فيه ولا الإملاءات والشروط حتى في كيفية الرد والمواجهة التي تهرَّب منها وزير الإعلام البحريني في محاولات الجزيرة للاتصال به أو التواصل مع معاونيه أو أي مسؤول في البحرين لإثبات فرضية ( الرأي الآخر ) التي يجب أن تكون في مقابل ( الرأي ) الذي سيعرضه خصوم الحكومة البحرينية في الحلقة، وتندر من محاولات فريق إعداد البرنامج في الاتصال بالأطراف البحرينية الرسمية وكأن هذا يقلل من دورهم الإعلامي وليس بردة فعلهم غير المدروسة جيدا لا سيما وأنه يمثل أعلى هضبة الإعلام في بلاده لكنه وعوضا عن المواجهة والرد وتقديم الحجة، مارس ما يجيده كل عاجز من هذه الدول وهو محاولة التقليل من قناة الجزيرة وأنها تهوي إلى الحضيض والإفلاس الإعلامي من خلال محاولات الاتصال بهم !. عموما.. سيكون لنا كلام آخر في الغد وما خفي أعظم يا إخوان !. فاصلة أخيرة: لا تلعبوا بالنار، فالنار يغلبها الحب مع لاعبها !. [email protected]