25 سبتمبر 2025

تسجيل

شهر رمضان فرصة عظيمة!

15 يوليو 2012

اللهم بلغنا وإياكم شهر رمضان، دعاء ندعو الله عز وجل أن يستجاب، والحمد لله يأتي رمضان ويذهب رمضان ونحن في صحة وعافية، ولكن هناك أناسا كانوا معنا بالأمس، في رمضان الماضي، يفطرون، ويتسحرون، ويقضون أوقاتهم بين عبادة وذكر، وهم الآن في دار الحق سبحانه وتعالى، فارقونا وتركوا غصة في قلوبنا، فالموت حق، ولكن الفراق صعب. وهؤلاء الذين ذهبوا، نتساءل هل استفادوا من رمضان، وهل مر عليهم العام الماضي وقد استثمروه أفضل استثمار وتركوا ذكرى حلوة في قلوب أحبتهم، ومن ثم نالوا ما يستحقونه من الله عز وجل الذي قال إن الصيام له وهو يجزي به. نعم لقد اقترب الشهر المبارك، ولكن إلى الآن ليسوا متأكدين أننا سوف نصومه ونقوم ليله، ولكن ندعو الله عز وجل أن يبلغنا هذا الشهر وإياكم ونحن على أهبة الاستعداد للانطلاق نحو رحلة جديدة في حياتنا، رحلة نبدأها بروح مليئة بالعبادة الصادقة لله عز وجل، والالتزام بما نهانا عنه وبما أمرنا به من الفرائض والواجبات وعلى أكمل وجه، متخذين القرآن رفيقا لنا في كل مكان وكل حين، ولا نجعله مقروءاً فقط في رمضان ومهجورا طوال العام فهو الدستور الذي يسير حياتنا وينظمها، ويرتب كل أمورنا إذا ما استطعنا أن نتفهم معانيه وتتغلغل داخل نفوسنا آياته العظيمة التي نجد فيها حلاوة كلما قرأناها وتزداد تلك الحلاوة في كل مرة نقرأ فيها المصحف الشريف. فما أجملها من حلقات ذكر تكون في المساجد خلال شهر رمضان ينظمها الرجال والنساء ويحرص كل منهم على الدقة في هذا التنظيم والإصرار على أن تكون بصدق حلقات متواصلة وما أروع تلك الصفوف المليئة بالمصلين في صلاتي التراويح والفجر، والكل يتسابق للذهاب إلى المساجد. شهر رمضان، شهر مميز ليس بما يعتقده البعض مما اعتبره فرصة لتبادل ألذ الأطباق وأحلاها، والتسابق لاقتناء كتب الطبخ المتنوعة التي تظل شهورا مرصوصة على أرفف المكتبات يعلوها الغبار، ولا تطلب إلا في شهر رمضان، أو أن يكون هذا الشهر وقتا ممتعا نقضيه في متابعة أحلى المسلسلات وأشوقها والسهر مع الأصدقاء حول شاشة التلفاز أو في لعب الورق أو الألعاب الأخرى. شهر رمضان، شهر أعطاه الله تعالى راحة للإنسان من الطعام ومن أجل صفاء الروح والنفس والاستزادة من العبادة والتوجه إلى الله عز وجل، والإحساس بمن حولنا من الفقراء الذين قد يحرمهم الجوع لذة النوم، ويشغلهم عن الكثير من الأمور في حياتهم، ولا يجدون ما يسد ذلك الوحش الذي يقطع الأمعاء. فما أصفى من نفس استطاعت في هذا الشهر أن تتلمس معانيه وتفهم المقصد منه بعيدا عن أي مظاهر للإسراف والتبذير، مع إحساس صادق بمحبة الآخرين والعفو عن إساءتهم، وقضاء وقت مع محاسبة النفس على أي تقصير قد يكون فيما سبق، وأن تجد الوقت لتصحيح مسار ما كان قد اعوج من قبل، فليكن شهر رمضان فرصة عظيمة للجميع من أجل صيام مقبول وذنب مغفور، وكل عام وأنتم بخير.