31 أكتوبر 2025
تسجيلالإجراءات القمعية الإسرائيلية ضد المسالمين تعكس المأزق السياسي الذي تعيشه بعد أن وضعت العراقيل أمام سفرهم في البحر إلى غزة من خلال أسطول الحرية 2، الذي منعته السلطات اليونانية من الإبحار،لم يجد المتضامنون الأجانب ومعظمهم أوروبيون سوى السفر بالجو إلى فلسطين المحتلة عبر مطار تل أبيب الدولي،فقد أعلن 600 ناشط على شبكة الإنترنت منهم 300 فرنسي ووفود من بلجيكا وألمانيا وبريطانيا والولايات المتحدة وإيطاليا،أعلن هؤلاء عزمهم على المجيء إلى مطار "اللد" للتوجه منه إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة. وأوضحوا أنهم سيشاركون في العملية المسماة "أهلاً وسهلاً بكم في فلسطين" وذلك بدعوة من 15 هيئة فلسطينية. الدولة الصهيونية جُنّ جنونها فقد أعلنت حالة تأهب واستنفار في المطارات الإسرائيلية،منعاً لدخول حوالي 350 متضامنا مع الفلسطينيين من مختلف أنحاء العالم. هؤلاء المتضامنون أعلنوا نيتهم التظاهر في مطار تل أبيب قبل توجههم إلى الضفة الغربية المحتلة،احتجاجاً على سياسة الاحتلال وممارساته. إسرائيل استبقت مجيء هؤلاء ومن أجل ذلك أعدّت قوائم بأسماء 347 مسافراً متوقعاً ووزعتها على شركات الطيران،وطلبت عدم الموافقة على سفرهم إلى تل أبيب.المستغرب تواطؤ عدة شركات مع التوجهات الإسرائيلية والامتثال لأمرها إذ منعت العشرات من هؤلاء المتضامنين من السفر على متن طائراتها في مختلف المطارات الأوروبية. رغم شرعية وثائقهم وعدم وجود مبرر قانوني لمنعهم من السفر،الأمر الذي دعا العديد منهم إلى التظاهر في تلك المطارات احتجاجاً على منعهم من السفر.بالمقابل اعتقلت قوات الأمن الإسرائيلية(يومي الخميس والجمعة 7 و8 يوليو الحالي) ما ينوف على الأربعين ناشطاً وناشطة من المتضامنين كانوا قد وصلوا إلى مطار تل أبيب من عواصم مختلفة. ونقلتهم بواسطة عناصر سلطة السجون الإسرائيلية إلى معتقل المطار. تمهيداً لطردهم إلى البلدان التي أتوا منها. رغم كل الإجراءات القمعية الصهيونية،استطاع مئة من المتضامنين الأجانب القادمين من بلجيكا وفرنسا الدخول من المطارات الإسرائيلية. والتوجه إلى الضفة الغربية والمشاركة في مظاهرة بلعين الإسرائيلية.إسرائيل أصيبت بارتباك. ظهر هذا واضحاً في عناوين ومقالات الكتّاب في الصحف الإسرائيلية ومنهم الصحفي ناحوم بادنيا الذي كتب في صحيفة يديعوت أحرونوت قائلاً"لجأت الحكومة الإسرائيلية إلى لعبة التخويف لأناس لا يخافون،فالمتظاهرون سيجتاحون إسرائيل بأعداد غفيرة ويتسللون إلى المطار ويتوجهون إلى القدس وبيت لحم...ماذا نفعل؟ماذا نفعل؟ إسرائيل حاولت الظهور بمظهر القوي. لكن في حقيقة ما اتخذته من إجراءات قمعية تجاه متضامنين سلميين لا يحملون سلاحاً سوى إيمانهم بعدالة القضية الفلسطينية،وسوى احتجاجهم وشجبهم للاحتلال ولكل مظاهر القمع والمذابح الصهيونية بحق الفلسطينيين. أثبتت ضعفها، فهذه الإجراءات البعيدة بعد السماء عن الأرض عن الديمقراطية التي تدّعيها إسرائيل،لا تعكس سوى المأزق السياسي الذي وصلت إليه الدولة الصهيونية ومدى تحديها للمجتمع الدولي وإصرارها على مواصلة الاحتلال،فمن النشاط الدبلوماسي والآخر التآمري،الإرهابي،التخريبي،نجحت إسرائيل وضغوطاتها بواسطة حليفتها الإستراتيجية في منع أسطول الحرية من الإبحار إلى غزة،ومنع المتضامنين الدوليين من الوصول إلى المناطق الفلسطينية لإظهار التضامن مع شعب محتل،لكنها من جانب آخر خسرت المعركة الإعلامية. فبوسائلها القمعية بدت إسرائيل على حقيقتها وأدى ذلك إلى المزيد من انكشافها أمام العالم كدولة مارقة. لا تراعي حقوقاً إنسانية ولا قوانين دولية.ومن جانب ثان زاد حجم التعاطف الدولي خاصة على صعيد الشعوب الأوروبية وبالتحديد بين الشباب،الذين يتطوعون بالمئات والآلاف للسفر إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة. للتضامن مع الشعب الفلسطيني. بالأمس قتلت الجرافة الإسرائيلية المتضامنة الأمريكية ريتشيل كوري التي وقفت بجسدها أمام الجرافة في محاولة منعها من هدم بيت فلسطيني.إسرائيل تغتال المصورين الصحفيين الأجانب،فالعديدون منهم قُتلوا أو جُرحوا أو أُبعدوا وهم يغطون الجرائم الصهيونية بحق الفلسطينيين.إسرائيل تمنع الكثيرين من المتضامنين من دخول إسرائيل لأنها تضعهم على القوائم السوداء للممنوعين من الدخول.إسرائيل تعتقل الكثيرين والكثيرات من هؤلاء احتجاجاً على مساعدتهم للفلسطينيين. مثلاً في جني محصول الزيتون في كل عام.هذه هي إسرائيل التي يخشى الكثيرون من قادتها زيارة الكثير من العواصم الأوروبية بسبب الدعاوى المرفوعة عليهم في تلك الدول بموجب التهم الموجهة إليهم بارتكاب جرائم حرب بحق الفلسطينيين. ما كان لكل هذه المظاهر من التضامن الشعبي الدولي مع القضية والحقوق الوطنية الفلسطينية لولا الارتفاع المتزايد والمتدرج في حجم المتضامنين مع قضايانا في دول العالم. ذلك بجهود الهيئات المعنية الفلسطينية العربية والصديقة. وبهذا يمكن لأعداد هؤلاء أن تتضاعف مراراً.....ألف تحية لهم.