14 سبتمبر 2025
تسجيل• تتعدد أشكال ووسائل الترفيه، وتتعدد أشكال المحتوى في وسائل التواصل الاجتماعي، ورغم عدد الأسماء من معارف.. وندرة الأصدقاء المخلصين.. فإنه تبقى له مكانته وقيمته وكنزه وصدق وأمانة صحبته، وكرم ضيافته وحمله واقتنائه. • تبقى لحروف الكتاب قيمة روحية وفكرية بما يحمله بين دفتيه من عمق فكر وتجربة وسيرة ذاتية، وخيال كاتب رواية وقصص وحكايات، أو تلك الخواطر والمشاعر وبوح الروح بأجمل القصائد التي دونت بصدق إحساس وموقف وتجربة ومشاعر. • والقيمة العلمية والأدبية التي يقدمها كاتبها بصدق وسنوات بحث ودراسة لتكون علما ينتفع به بصدق، علم قائم على منهجية ليكون مراجع ودراسات تحفظ لأصحابها حقوقهم الفكرية. ودراسات تبنى عليها دراسات أخرى. • التجول في معرض الكتاب وبين أرفف دور العرض وتنتقل من دار نشر لأخرى متنقلا بين العناوين الكثيرة وأسماء كتابها أو ناقليها، أن تقف بحب القارئ والكاتب والهاوي والعاشق للأبجدية ولون حبر ورائحة طباعة وورق.. وأشكال تدوينها ورسمها بحروف وكلمات وجمل، شعرا وقصة ومقالا وخاطرة، يعني قيمة الذات في إدراكها قيمة اختبار ومرافقة كتاب، بحرص وعناية اختيار رفقته في حل وترحال كرفقة صديق أمين.. لا نمل ولا يمل منا. • مع كل استضافة لمعرض الكتاب تتعدد وتكثر العناوين والأسماء ودور النشر، وتلاحظ الطوابير التي تقف من مراهقين وشباب لتوقيع كتاب يكاد يكون صفحات فاضية بيضاء أكثر من حبر وحروف وكلمات مكتوبة!. • ورغم الازدحام والزخم وكمية العرض.. فإن البقاء للكاتب الحقيقي الذي يكتب لذاته قبل غيره.. الكاتب الذي يكتب لعموم فائدة وقيمة يقدمها.. البقاء للحروف التي دونت تجربة حقيقية وإبداع موهبة حقيقية لتجعل اسم الكاتب خالدا وباقيا وتجعل وجود اسمه ومؤلفه ضمن المكتبة ثروة لا تقدر بثمن. • الكاتب الحقيقي من ولد بموهبة الكتابة لتكون جزءا من شخصيته وحديثه، موهبة ولدت معه وجزء منه، لتجعل القراءة والاطلاع والبحث متعة صادقة، القراءة للكتاب بأشكال النشر المطبوع والإلكتروني إضافة للروح وللفكر ورحلة العمر. • وهناك مؤلفات خالدة كتبت ودونت سنوات رحلة عمر وخبرة وتجارب ولم تكن طلبا لشهرة ومسايرة الموضة وكما يطلق "صرعات وهبات"، تأليف كتب أو شراء مؤلفات وكتابة أسمائهم عليها.. لإضافة نوع من الوجاهة المزيفة لأرشيف، واليوم صورهم وحياتهم!. • يدرك القارئ الحقيقي، المستوعب للحروف والقارئ لما بين السطور؛ مدى صدق الكاتب، ويسمع نبرة صوته وهمسه من خلال حروفه وكلماته، يدرك عمق ما يكتبه وما يجعل لاسمه بقاء وديمومة، يبحث عن كتبه وعناوين لقلمه قبل غيره من مدعي الثقافة!، يبحث عن الصدق في المؤلف لأنه وجد معه صدق الحرف وصدق وأمانة التجربة وصدق المشاعر التي تنبض بها الحروف والعبارات والجمل والوقفات. • نعشق من الفصول الشتاء.. ونعشق رائحة القهوة، ونستمتع بصحبة كتاب يرافق رحلة سفر ورحلة تأمل لتلك الحروف.. متعة لحظة الانزواء في ركن ومكان نعطي اهتمامنا وتركيزنا لصفحات نقرأها بحب تلميذ نجيب، وقارئ وفي، برفقة قلم ندون معه تلك الجمل التي لامست أرواحنا، هذا العشق له مكانه وله زمنه ووقته المقدس الذي لا تزعجه موسيقى صاخبة، ولا ضحكات وحديث بنبرة عالية، ولا يقطعه فضول شخص يجبرك على أن تجامله مثقلا، لحديث وثرثرة لا طائل ولا فائدة منها!. • أن تحمل كتابا وتخصص له مكانا وزمانا لقراءته يعني أنك أوجدت ساعة من الزمن تنصت لعقل وروح لم تلقه أبدا، خاصة أولئك المبدعين من رحلوا عنا تاركين إرثا لا يمكن تعويضه أو طمسه. • آخر جرة قلم: يبقى الكتاب رفيقا وصديقا وصاحبا أمينا بحجم صدق وأمانة وموهبة كاتبه، وصدق نقله وتدوينه وتجربته، ان تكون كاتبا يعني أن سيرتك الذاتية وخلق حروفك وكلماتك تسبق نشر كتابك وتعريفك ويجعل قلمك باقيا خالدا دون بحث عن شهرة وانتظار صفوف تطلب توقيعا، أن تكون ناشرا لك تاريخ وإرث تناقلته الأجيال يعني أنك حرصت بصدق عين باحث وصدق ضمير قلب وعمق فكر قراءة مسودة كتاب والسعي لنشره وتوزيعه إضافة للمكتبات وليس مجرد تحقيق ربح مادي سريع لغلاف كتاب زُين بصورة مؤلفه وصفحاته لا تحمل إلا حروفا وكلمات لا يبقى لها أثر ولا معنى يلامس الروح والفكر، كلمات كتبت سريعا لتتلاشى سريعا وتذهب كزبد البحر. حروف الكتاب متى كتبت بصدق وموهبة وتجارب حقيقية تبقى خالدة لا يتلاشى ويندثر وقعها وأثرها على العقول والقلوب والأرواح. وتجد من يبحثون عن تلك العناوين العميقة والصادقة.. لتضيف لهم ما فقدوه في رحلة حياتهم بخبرة تجارب وسير ذاتية وتاريخ حقيقي لغيرهم.