14 سبتمبر 2025
تسجيل"تعبك وجهدك لن يذهب سُدى وسيُزهر حلمك يوماً ما وستكون ما تُريد"، بهذه العبارة الأنيقة اخترت بداية مقالي هذا الأسبوع ليس لبث الأمل أو لتمريرِ رسالةٍ ايجابيةٍ ولا لعب دور الوسيط النفسي انما لقول ما نجهل الانتباه له في فوضى الحياة السريعة. كم من شخصٍ أصابه الحزن عندما بذل جهداً ولم ير الثمرة المرتقبة والأصعب ألا يجد حلمه الذي تعِب لأجل نيله ليس تقصيراً منه بل ليدٍ عبثت بهذا الحلم أو نفسٍ استكثرت عليه ذلك أو لضرب الحائط بجهده الذي صار مهدوراً ولسان حاله يقول يا للعجب كان بيني وبين حلمي قاب قوسين أو أدنى فوُضع بيننا سد تسببت به يدُ من اهان جهدي وعطائي!؟. لا شك الآن انك سمعت عن قانون الجهد المهدور وهو قانونٌ كوني تعمل به الطبيعة كُّلها فالأسود لا تنجح في الصيد إلا في ربع محاولاتها وتفشل في خمسةٍ وسبعين بالمائةِ منها ورغم هذه النسبة الضئيلة إلا أنه يستحيل على الأسود أن تيأس من محاولات المطاردة والصيد لحاجتها للطعام والبقاء على قيد الحياة دون ان تُصنف نفسها حيواناتٍ فاشلةٍ أو تظن بأنها اهدرت جهدها في مطاردة فريستها، بمقابل ذلك فإن الإنسان يعتبر أن عدم نجاحه في بعض المحاولات يجعل منه إنساناً فاشلاً تكلل جهده بالهدر والضياع ثم تشتت الحال والأحوال، لكن الفشل الوحيد هو التوقف عن المحاولة فالنجاح هو أن تمشي فوق أخطائك متخطياً كل مرحلةٍ ذهبت جهودُك فيها هدراً وقتياً او نفسياً أو حتى قد يطال الصحة متطلعاً إلى المرحلة المقبلة التي قد تُسمى "مرحلة اشتشفائية". لن أفرش أمامك زهراً ولن ألوّن لك الدرب أحمرَ ولن أزخرف المفردات ذهباً، فقط سأطلب منك اللحاق بشغفك فأنت وحدك تعرف ما تحب لتعمل جاهداً لتحقيقه حتى لو أُهدر جهدك لسوء تخطيطٍ منك او لسوء قلوبٍ تجاورك، فأنت تملك القوة الكامنة في أعماقك والتي تحركك باتجاه إنجاز ما تحبه، انت تملك الشغف الذي يُحول ما تريد لأمرٍ مثيرٍ مليء بالحماس والعزيمة، ولأن لنا نصيباً من الخوف من الفشل فليكن إيجابياً على الأقل بمعنى أن تنتقد محاولتك غير الناجحة نقداً بناءً بغاية التحسين والتطوير وانظر إلى الأمام غيرَ مُلتفتٍ إلى الوراء ولا مُستمعٍ للمحبطين أو مُتوقفٍ عند المتنمرين الذين يجدون همتك وإقدامك على تحسين مستقبلك مرآة لعجزهم على المضي قُدماً. ولأكن لك ناصحاً حتى وإن لم تعرفني أو تُحبني، لنترك يا صديقي كل شيء يأخُذ مجراه، يكفينا الجُهد المُهدر الذي لم ينتج عنه سوى حتمية الأذى، تكفينا محاولاتنا لأشياء لن يتعدّل اتجاهها إلا بكسرها او التخلي عنها لنيل الأفضل. ● أخيراً: يقول - باولو كويلو-لا تُهدر وقتَكَ في الشرح والإيضاح فالناس يسمعون فقط ما يريدون سماعَهُ.